شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر تفعيلًا واسعًا للرقابة الأمنية والتشريعية خلال الأيام الماضية، عبر ما عُرف إعلاميًا بـ الـ48 ساعة السوداء للبلوجرز.استهدفت الحملة الأمنية والرقابية عددًا كبيرًا من مشاهير السوشيال ميديا، وأسفرت عن القبض على بعضهم وتوقيف حساباتهم، كما لوحظ تطبيق إجراءات صارمة من منصة تيك توك، التي حجبت ملايين المقاطع المخالفة لإرشادات المجتمع والقوانين المحلية.متابعة أمنية مشددة على صناع المحتوىبرز ضمن الحملات إلقاء القبض على صانع المحتوى الشهير محمد عبدالعاطي، وذلك بعد ورود بلاغات تتهمه بنشر فيديوهات بألفاظ وإيحاءات اعتُبرت مخالفة للآداب العامة وقيم المجتمع.وأقر أثناء التحقيق بأنه كان ينشر هذه المقاطع لزيادة نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية، والذي دفع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده على الفور.بالإضافة إلى عبد العاطي، تم القبض على عدد من المؤثرين الآخرين منهم شاكر محظور بتهم حيازة سلاح ومخدرات، مداهم بتهم تعاطي مخدرات وخدش الحياء، البلوجر مروة لنشرها أخبارًا كاذبة، علياء مناديل بسبب إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، أم مكة بسبب الاتهامات بالخروج عن الآداب، أم سجدة لتعديها على قيم المجتمع والعادات، وسوزي الأردنية بازدراء الأديان وخدش الحياء.الدور الحكومي والبرلماني في الرقابةعلى المستوى التشريعي، أبدت الحكومة المصرية ومجلس النواب اهتمامًا بالغًا بهذه القضية، حيث أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، استمرار متابعة محتوى منصات السوشيال ميديا وخاصة تيك توك، مشددًا على أن الدولة على أتم الاستعداد لاتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين.وقد جرت عدة اجتماعات مع مسؤولي تيك توك في مصر وشمال إفريقيا، بحضور رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، عُقدت لمناقشة تعزيز عمليات الرقابة وتطوير سياسات المحتوى بحيث تتماشى مع القيم والأعراف المصرية، مع تعهد المنصة بتحسين إجراءات التصفية خلال أشهر قادمة، ضمن مسعى للحفاظ على توازن بين حرية التعبير واحترام القيم الوطنية.سياسة تيك توك تجاه المحتوى المخالفوسط هذه الضغوط، أعلنت تيك توك عن حذف 2.9 مليون فيديو خلال الربع الأول من 2025 من مصر، بسبب مخالفات لإرشادات المجتمع.وتبين الإحصائيات أن غالبية هذه المقاطع تم حذفها قبل أن يبلغ عنها المستخدمون، حيث حُذفت 94.3٪ منها خلال 24 ساعة فقط من نشرها.كما شملت الإجراءات إيقاف مئات الآلاف من جلسات البث المباشر التي تمثل تجاوزات خطيرة.هذا التوجه الرقابي يعكس الجهود المبذولة لضبط المحتوى وضمان التزام المنصة بالمعايير المحلية، ما يضعها في موضع استجابة للتعديلات القانونية والثقافية التي تفرضها السلطات.حلول عملية ومسارات مستقبلية: دور التكنولوجيافي ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة لأدوات ووسائل تُمكن صانعي المحتوى من العمل بشكل احترافي ومتوافق مع الضوابط.وهنا تظهر تطبيقات تواصل اجتماعي متنوعة مثل: سبسيال كمنصة مبتكرة تسمح بتسجيل وتحرير المحتوى الصوتي والمرئي بطريقة مرنة واحترافية.حيث يوفر إمكانيات مراجعة دقيقة وتعديل مرن قبل النشر، مما يساعد على تجنب الانزلاق في مخالفات تضيع حقوق المستخدمين أو تعرضهم للمساءلة القانونية، مع توفير تجربة بصرية وصوتية مميزة تعزز من جودة البودكاست والمحتوى الرقمي بشكل عام.بهذا، يتيح التطبيق فرصة للاحتفاظ بحرية التعبير والابتكار مع الالتزام بالمعايير الأخلاقية والثقافية، مما يساعد على بناء حوار رقمي مثمر ومسؤول في مصر والمنطقة.بهذه الخطوات والتحولات، يكتسب المشهد الرقمي أمام صانعي المحتوى في مصر أبعادًا جديدة، تجمع بين ضبط الجودة وحماية القيم، مع توسيع هامش فرص الابتكار والاستخدام الآمن والمسؤول للأدوات والمنصات التكنولوجية.