في لحظة إنسانية مؤثرة، التقت اليوتيوبر الأميركية الشهيرة راشيل غريفين أكورسو، المعروفة بلقب “ميس راشيل”، بالطفلة رهف، ذات الثلاث سنوات، التي فقدت قدميها نتيجة القصف في غزة.اللقاء جرى في نيويورك حيث قدّمت راشيل لحظات من الغناء والرقص لرهف، التي ظهرت مبتسمة وسعيدة ترقص على أنغام المحتوى الذي تتابعه من خلال قناة “ميس راشيل” التي يتجاوز عدد متابعيها 14.8 مليون مشترك.رهف تم إجلاؤها من غزة عن طريق صندوق إغاثة أطفال فلسطين، وتُعدّ من بين آلاف الأطفال المتضررين من الحرب، وقد حظي هذا اللقاء بتفاعل واسع عبر المنصات الاجتماعية لما يحمله من مشاعر تضامن وفرح رغم المأساة.من الشاشة إلى الواقع: مقاطع رهف ألهمت راشيل لتنظيم اللقاءفي تصريحاتها لشبكة CNN، أوضحت راشيل أنها شاهدت مقطعًا مؤثرًا يظهر الطفلة رهف ترقص بفرح على الأريكة أثناء مشاهدتها لمحتوى قناتها، وهو ما دفعها لتنسيق زيارة تجمعهما. كما عبّرت عن تأثرها العميق بمشاهد لأطفال يتابعون مقاطعها من داخل خيام، مؤكدة:“لو استطعت أن أرسم ابتسامة على وجه طفل في هذه الظروف، فهذا يكفيني”.هذا التواصل الإنساني البسيط بين راشيل وطفلة متأثرة بالحرب أظهر كيف يمكن للمحتوى الترفيهي أن يكون أداة لتضميد الجراح وبث الأمل، ولو مؤقتًا.رسالة إنسانية في وجه الانتقادات: “أهتم بجميع الأطفال”ورغم النية الإنسانية التي قادت هذه المبادرة، تعرضت راشيل لهجوم واسع من جهات يمينية، أبرزها منظمة “أوقفوا معاداة السامية”، التي اتهمتها بنشر “دعاية مؤيدة لحماس” عبر منشوراتها عن أطفال غزة، بل وطالبت بتحقيق رسمي ضدها.راشيل ردت بوضوح قائلة:“فكرة أن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يعني تجاهل مجموعة أخرى هي فكرة خاطئة ومؤلمة. أنا أهتم بجميع الأطفال دون استثناء، يهودًا ومسلمين ومسيحيين”.وأكدت أن ما تقوم به ينبع من قناعتها بضرورة إعطاء صوت للأطفال المتألمين بغضّ النظر عن خلفياتهم أو أماكنهم.نداء أم من غزة: رهف ليست وحدهامن جانبها، ناشدت إسراء سعيد، والدة الطفلة رهف، المجتمع الدولي عبر مقابلة مع CNN، لتكثيف الجهود الإنسانية تجاه أطفال غزة. وقالت:“ما زال هناك الكثير من الأطفال مثل رهف يحتاجون لرعاية عاجلة، بينما لا تزال عائلتنا عالقة داخل القطاع”.هذا النداء يأتي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تستمر الأوضاع الصعبة في غزة دون أفق واضح للحل، بينما تسعى بعض المبادرات الفردية - مثل ما قامت به ميس راشيل - لإبقاء الضوء مسلطًا على معاناة الأطفال الأبرياء.