كشف الفنان السوري عباس النوري خلال مقابلة مع الإعلامي محمد قيس في برنامج “عندي سؤال” عن مراحل محورية في مسيرته الفنية، والفكرية، والشخصية، متناولًا تجربته من البدايات المتواضعة حتى أصبح أحد أبرز نجوم الدراما العربية.بداية غير متوقعة… وسليم صبري غيّر حياتيبدأ النوري حديثه بالعودة إلى أول ظهور تلفزيوني له عام 1976 في مسلسل قصير بعنوان “سمر”، مؤكدًا أن التمثيل لم يكن حلمه، بل وسيلة للتعبير عن الذات.وقال:“الحياة قادتني إلى الفن بالصدفة، وكانت إشارة من المخرج سليم صبري كفيلة بأن تغيّر مسار حياتي بالكامل.”وأضاف بابتسامة ساخرة:“أول أجر حصلت عليه أنفقته على كروز دخان وبنطال.”عباس النوري: ولدت في بيت يضم سبع عائلاتكشف النوري عن خلفيته العائلية قائلاً:“ولدت في أسرة فقيرة تضم عشرة أبناء. كنا نعيش سبع عائلات في منزل واحد.”وأشار إلى شعوره بعقدة النقص بسبب دراسته المجانية إلى جانب أبناء من تبرعوا لتغطية التكاليف، مما ترك أثراً عميقاً في شخصيته.عنود الخالد… الحب الأول والأخيرتحدث النوري عن قصة زواجه من الكاتبة عنود الخالد، قائلاً:“تعرفت عليها بعد أن اتصلت بي كمعجبة. واجهنا رفض أهلها لأنها اختارت فناناً، لكننا تزوجنا في غرفة داخل بيت عائلتي.”وأكد:“بعد 35 عامًا، لا أملك إلا أن أقول لها: شكرًا على كل ما فعلته وستفعلينه من أجلي.”إيماني حرّ… ولا أقدّس الموروثفي مداخلة فكرية صريحة، عبّر عباس النوري عن موقفه من الدين قائلاً:“أنا مؤمن بعقل حر، لا بالمقدسات الموروثة. الإيمان الحقيقي لا يُورّث، بل يُبنى من خلال العقل والأسئلة.”وأضاف:“أشكر الله أنني لم ألتزم إلا بما اقتنعت به.”كما انتقد النوري تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، معتبراً أنها:“منابر مفتوحة للجميع، لكنها تحوّلت إلى سجن كبير يقيد حرية التعبير، ويكشف عيوب وأمراض مجتمعية.”بين خيبة “باب الحارة” ونجاح “أيام شامية”توقف عند أبرز محطاته الدرامية قائلاً:“أيام شامية كرّس نجوميتي ومنحني إحساساً بالمسؤولية، بينما مسلسل باب الحارة تحوّل إلى مشروع تجاري.”وأوضح أن عودته في الجزأين السادس والسابع جاءت:“تحت ضغط من قناة MBC وبطلب جماهيري، لكن غياب شخصية أبو عصام وتراجع الخطاب الدرامي أضعف التجربة.”“آسر”… تجربة معرّبة بطابع خاصتحدث عن مشاركته في مسلسل “آسر” رغم تحفظه المسبق على الأعمال المعرّبة، قائلاً:“اعتقدت أن هذه الأعمال تنتج شهرة لا نجاحًا. لكن عندما قرأت النص، تغيّر موقفي.”وأردف:“قلت للمخرج التركي: لا أريد أن أشبه أحدًا. سأقدّم الشخصية بطريقتي، ولم أندم على التجربة.”عباس النوري: لم أخشَ بشار الأسد بل خفت من الوسط الفنيفي حديثه عن الشأن السياسي، كشف الفنان السوري عباس النوري عن لقائه بالرئيس السوري السابق بشار الأسد مرتين، موضحًا أن حضوره لم يكن بدافع الإلزام المباشر، بل بسبب الضغوط غير المعلنة داخل الوسط الفني.وقال:“ما كنت مجبور روح، بس إذا ما رحت بيصير عليي مية مساءلة… وأنا ما كنت خايف لا من المخابرات ولا من بشار الأسد نفسه، كنت خايف من الوسط الفني نفسه.”أما عن موقفه من الرئيس الحالي أحمد الشرع، فقال النوري:“الشرع رئيس معيّن وليس منتخب… وبدو مين يساعده. الحاكم ما رح يساوي حاله، ممكن يساوي حاله بس يرجّع يعمل نسخة جديدة من بشار الأسد.”وأردف:“الواقع عم يعطي إشارات مزعجة ومخيفة، بس هاد الرجل عم يحاول يساوي دولة.”.في هذه المقابلة الصريحة، يُثبت عباس النوري أنه ليس مجرد فنان موهوب، بل إنسان صاحب رؤية، وتجربة حياتية غنيّة، لا تنفصل فيها الدراما عن الفلسفة، ولا الحياة عن الموقف.