أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تمكنت من إلقاء القبض على المتورطين في جريمة مقتل الفنانة ديالا صلحي الوادي، ابنة الموسيقار الراحل صلحي الوادي، والتي هزت الأوساط الفنية والاجتماعية في البلاد، بعد العثور على جثتها مقتولة داخل منزلها في حي المالكي الراقي بدمشق.وزارة الداخلية السورية تكشف تفاصيل مقتل ديالا الواديوأكدت الوزارة في بيان رسمي أن عملية التوقيف تمت خلال أقل من أربعٍ وعشرين ساعة من وقوع الجريمة، وذلك بعد تحرك أمني سريع ومباشر من قبل فرع المباحث الجنائية، الذي باشر التحقيق فور تلقي البلاغ، حيث جرى جمع الأدلة من مسرح الجريمة وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في محيط المكان، وهو ما أسهم بشكل حاسم في تحديد هوية الجناة وملاحقتهم.تفاصيل الجريمة والتحقيقاتأوضح العميد أسامة محمد خير عاتكة، قائد الأمن الداخلي في دمشق، أن التحقيقات كشفت عن تورط عاملة تنظيف كانت ترتاد منزل الفنانة الراحلة، حيث تواطأت مع شخص آخر بهدف السرقة.وبحسب المعلومات، فقد وقعت الجريمة ليل الأحد – الاثنين، عندما قام الجاني بتعقب الضحية حتى مدخل منزلها، ثم اقتحم الشقة عنوة، وخنقها حتى فارقت الحياة. وبعد ارتكاب جريمته، قام بسرقة مبالغ مالية ومصاغ ذهبي، قبل أن يفر هاربًا من المكان.وتشير المعطيات التي خرجت بها التحقيقات إلى أن الجريمة كانت مدبّرة وليست وليدة اللحظة، حيث تبيّن أن القاتل كان على معرفة بتحركات الضحية وربما تتبع خطواتها لفترة زمنية قبل تنفيذ جريمته، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية إلى الاستعانة بمراجعة تسجيلات الكاميرات واستجواب سكان الحي وشهود العيان، حتى تم تحديد هوية المشتبه بهما وإلقاء القبض عليهما.صدمة في حي المالكي المشدد الحراسةما زاد من وقع الصدمة على الرأي العام السوري أن الجريمة وقعت في حي المالكي، وهو أحد أكثر الأحياء خضوعًا للحراسة الأمنية المشددة في دمشق، إذ يضم منازل كبار السياسيين والفنانين ورجال الدولة، وكان في السابق مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد.هذا الحي معروف بوجود نقاط تفتيش ومراقبة مستمرة، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن الكيفية التي استطاع بها الجاني تنفيذ جريمته داخل منطقة بهذه الدرجة من الرقابة، خاصة وأن الحادثة لم تكن سريعة أو عابرة، بل تضمنت وقتًا للتعقب، والاقتحام، وتنفيذ القتل، ثم السرقة والهرب.ديالا الوادي... مسيرة فنية وعائلة موسيقية عريقةديالا صلحي الوادي هي فنانة سورية وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية دفعة عام 1986، وكانت واحدة من أبرز ممثلات المسرح القومي السوري في فترة الثمانينيات والتسعينيات. وعلى الرغم من ابتعادها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، إلا أنها احتفظت بمكانة خاصة في الحراك الثقافي والفني السوري بفضل أعمالها السابقة وعلاقاتها الواسعة داخل الوسط الفني.أما والدها، الموسيقار صلحي الوادي، فيُعد من أعمدة الموسيقى الكلاسيكية في العالم العربي، حيث أسس المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وكان أول قائد للأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية. وتُعد مؤلفاته الموسيقية من أبرز الأعمال التي لا تزال تُدرّس وتُعزف حتى يومنا هذا، ما جعله اسمًا بارزًا وخالدًا في الذاكرة الفنية والثقافية السورية والعربية.