لاشك أن المسلسلات السورية تحقق تفاعلًا على مستوى الوطن العربي في كل موسم رمضان، نظرًا لبراعة فنانينا وقوة أدائهم، إلا أن هذا العام طالت دراما الموسم انتقادات من قبل السوريين معتبرين أن القصص لا تعبر عن واقعهم المجتمعي، كما عبر البعض عن غضبه تجاه "العنف" و"الدموية" التي ظهرت في بعض المسلسلات، وآخرون انتقدوا عدة أعمال معتبرين إياها أنها تحمل "انحدار أخلاقي".ورفض كثير من السوريين أن بعض الأعمال لا تحمل رسالة، وإنما تتعمد إبراز "البلطجة" و"العهر"، بالطبع هناك أحمال حملت رسائل أشاد بها الجمهور كمسلسل "اغمض عينيك" و"تاج" على سبيل المثال، لكن في المقابل دخلت مسلسلات أخرى في قفص المحاكمات ونالت من الجمهور رفض وأثير حولها الجدل.د.ريم عرنوق تنتقد دراما "البلطجة"الدكتورة ريم عرنوق، طبيبة النساء والتوليد، انتقدت الظاهرة المنتشرة في المسلسلات السورية هذا العام، بخصوص انتشار "الراقصات" على حد وصفها في المسلسلات السورية، دون أن تحمل رسالة.ونشرت الطبيبة عبر حسابها بفيس بوك تحليل مطول للمسلسلات التي شاهدتها ووجدتها لا تعبر عن المجتمع السوري، حيث قالت "أنا آسفة جداً على نشر هكذا صورة .. لهكذا موضوع .. في هكذا يوم مبارك .. من هكذا شهر فضيل .....ولكن لا بد لأحد ما أن ينطق أخيراً بشيء ما .....فمن الواضح جداً والفاقع جداً أن ما يجري على شاشاتنا صار بشكل فظيع : غير معقووول ، غير مقبوووول ، غير مضبوووط ، وغير مبلووووع ......لذلك نصيحة مني لكم ، وحتى لا يغضب منكم الرأي العام المنساق قطيعياً وراء تلك الجرا**ئم بحق عقولنا وثقافتنا وروحيتنا .... لا تشاركوا المنشور ( لا تصدقوني ... شاركوه على قد ما فيكم ) ".وتابعت الطبيبة التي يتابعها 355 ألف ناشط عبر صفحتها في فيسبوك "موضوعنا اليوم عن الراقصات .. إيه ده يا جدعااان ؟؟؟؟إيه موضة الرقاصات دي اللي ماشيه في البلد ؟؟؟ كل ما عوزنا نعمل مسلسل .. نجيب ممثلة بدور رقاصة ؟؟؟ هي البلد دي اتملت رقاصات ولا إيه ؟؟؟ مافيش ستات محترمة تكون بطلات لحكاوي المسلسلات ولا إيه ؟؟؟؟ على أساس رمضان وشهر فضيل وأيام مفترجة وطاعة وصيام ؟؟؟!!! إيه جاب الرقص لرمضان ؟؟؟ مين أصلاً اللي جاب الرقص لرمضاااان ؟؟؟؟ رمضان هذا من عامنا هذا جاء تحت عنوان :تحيا المرأة السورية الرقاصة ..... بطلات قصص أعمالنا الدرامية السورية راقصات.. راقصات يأكلن خبزهن من عرق خصورهن وأردافهن .. راقصات يجتمعن بعد غياب سنوات ليعدن صداقتهن ..... وإذا كانت بطلاتنا راقصات ... فبالتأكيد المشاهد تدور في الكباريهات".ريم عرنوق تعدد سلبيات المسلسلات السورية هذا العاموأضافت معددة أن المسلسلات بها الكباريهات والراقصات والبلطجية المرافقون والعنف المفرط المرعب، بالإضافة إلى شنق الحيوانات، ونبش القبور، وإحراق الناس في بيوتهم والتشرد في الطرقات والتحرش بالمتشردات والعثور على الأطفال بحاوياااات القمامة ....وتسائلت باستنكار "بالله العظيم أجيبوني :ما هي نسبة الراقصات في مجتمعنا السوري ؟؟؟ ما هي نسبة المشردات في المجتمع السوري ؟؟؟ ما هي نسبة الأطفال حديثي الولادة الذين يتم رميهم في حاويات الزبالة ؟؟؟؟ ما نسبة هؤلاء في مجتمعاتنا حتى ننتج عنهم الأعمال الدرامية، النسبة الحقيقية ، وأنا طبيبة نسائية معجونة بالمجتمع وقاعه وطبقته الوسطى وبعرف الناس منيح وبعرف عن شو عم أحكي، النسبة الحقيقية هي 0,001 % ، هل تستحق الشخصيات التي تمثل 0,001 % من مجتمعنا السوري أن تدور حولها 100 % من أعمالنا الدرامية السورية".وأضافت "البعض سيجيبني أن هذه الشخصيات واقعية وهي موجودة في مجتمعنا ....صح ....هذه الشخصيات والأحداث واقعية .... ولكن هل تمثل المجتمع بغالبيته ؟؟؟ بمشاكله ، بهمومه ، بمعاناته ، بأزماته الروحية ، النفسية ، العاطفية ، المادية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ؟؟؟ذاك هو السؤال المهم الذي يحتاج لإجابة صادقة ، شفافة ، متصالحة مع الذات .....مثال :زارتني مرة في عيادتي امرأة في الأربعين من عمرها مع ابنتها العروس ذات ال 18 عاماً ... والشكاية هي : تأخر الحمل رغم مرور سنة على زواج الفتاة .....المرأة أرملة ، وابنتها وصهرها يقيمان في بيتها .....طلبتُ للفتاة وزوجها الشاب بعض التحاليل ....وعندما أحضرت أم الفتاة نتائج التحاليل وقد كانت وحدها ، شعرتُ بها ملبكة وب تمها في حكي ....شوفي مافي ؟؟؟ صارحتني بظنونها أن السبب وراء عدم حمل ابنتها هو : قلة الجماع بين الزوجين الشابين .... وأن السبب وراء قلة الجماع بين ابنتها وصهرها ... شو هو يا حزركن ؟؟؟ السبب هو أن الصهر الشاب يقيم علاقة كااااملة مشبعة مع حماته الأربعينية كونها خبيرة بشؤون الجنس أكثر بكثيييير من ابنتها الساذجة التي لم تتجاوز الـ18".وتابعت "طيب فلنعيد السؤال :برأيكم أصدقائي وصديقاتي .... ما نسبة الحموات اللواتي يقمن علاقات جن**سية مع أزواج بناتهن ؟؟؟ وهل تستحق تلك النسبة الضيئلة أن نكتب عنها عملاً درامياً ، ننتجه بمئات ملاااايين الليرات ، ونعرضه على مئات ملايين الناس - ومنهم الأطفال وفي رمضاااان - بزعم أن العلاقات الآثمة و زنى المحارم أمور حقيقية ؟؟؟!!! ألن يعطي ذلك انطباعاً بأن تلك الآثام منتشرة وشائعة وهي تمثل المجتمع السوري ؟؟؟!!! وإذا عرضنا العلاقات الآثمة على أنها شائعة ومنتشرة وعادية ... ألن يشجع ذلك ضعاف النفوس على تقليد أبطالهم وبطلاتهم والإقدام على ارتكابها ؟؟؟ريم عرنوق تشن هجومًا ضاريًا على الصناعوقالت "ماذا يريد صناع الدراما السوري أن يزرعوا بعقولنا من وراء هكذا دراما ؟؟؟ أن المجتمع السوري الآن هو مجتمع فسق وفجور ، وأرداف وخصور ، وكباريهات ورقص وفقش وأكل هوا ؟؟؟؟ أهذا هو المجتمع السوري حقاً ؟؟؟ يريدون أن يوصلوا لنا رسالة أن من لا تأكل خبزها من عرق فخذيها ... عليها أن تأكله من الزبالة ، وأن تنتشل الأطفال من الزبالة ، وأن تربيهم بحيث يصبحوا في المستقبل راقصات أحسن من أمهاتهن ، لا يأكلن من نفاية الزبالات بل من نقطة السيقان بالكباريهات ؟؟؟؟ أهذه هي الرسالة التي يريد صناع الدراما أن يزرعوها في عقولنا ؟؟؟ هل تلك الشخصيات الماجنة المنفلتة أخلاقياً من النساء ، أو العنيفة المغيبة أخلاقياً من الرجال ... هم القدوة لشبابنا وشاباتنا في المرحلة القادمة ؟؟؟ من تريد أن تنجح ... فلتبع جسدها في الكباريه .... ومن يريد أن ينجح .... فليسرق أو يقت**ل أو يحرق الآخرين" .....وأوضحت طبيعة الأعمال التي تتمناها "إيه مو فشرتووووا يا صناع الدراما الساقطة التي لا تمثلنا ..... نعم نعم ... كما سمعتم .... دراماكم لا تمثلنا نحن السوريين .... وأموالكم التي تجنونها من دراما تشوه المجتمع هي مثلكم حرام بحرام .... في سوريا ألف وألف عينة اجتماعية تستحق كتابة قصتها ومعاناتها وحلولها للخروج من المعاناة أكثر من سيقان راقصاتكم وخصيات بلطيجييكم .... 50% من العائلات السورية تفتقد أبناءها وبناتها بسبب الهجرة والاغتراب .... لم لا تكتبون عن ذلك ؟؟! عن معاناة الآباء والأمهات الذين غادرهم أولادهم للخارج ؟؟!!!70 % من الشباب السوري المهاجر يعاني من مشاكل نفسية عميقة على رأسها الاكتئاب وصعوبة الاندماج .. ألا يستحق هؤلاء الكتابة عنهم ؟؟؟ 30% من نساء المجتمع السوري تحولن إلى المعيل الوحيد للعائلة بسبب غياب الزوج بالوفاة أو السفر ....يعني 30 % من الأسر السورية تفتقد الأب ، وعلى الأم أن تلعب دور الأب والأم معاً .... أليست تلك معضلة متعبة يجب طرحها على الناس ومحاولة التعامل معها بأفضل شكل ممكن ؟؟؟!!"وأضافت "كم أتمنى لو أكتب مسلسلاً من 1000 حلقة عما يجري معنا في المشافي من صعوبات ، من توتر ، من خوف لفقدان مريضنا حياته ، من قصص مفرحة ومحزنة ، من معجزات شفائية لا تصدق ، من سهر ، من تعب ، من نجاحات وإخفاقات ....قصصنا وقصص مرضانا .... بأميركا هناك 100 مسلسل عن يوميات الأطباء في المشافي ... 1000 مسلسل عن الشرطة وملاحقة المجرمين وتتبع الأدلة.. 10,000 مسلسل عن الأسر العادية التي تشبهنا ومشاكلها التي تشبه مشاكلنا وأزماتها التي تشبه أزماتن.. لم أجد مسلسلاً أميركياً واحداً من 10 حلقات فقط يحكي قصة راقصة تعري مثلا" .واختتمت "بصراحة ليس تواتر تلك الدرامات المشبوهة ، بغاياتها المشبوهة ، وشخصياتها المشبوهة من راقصات وبلطجية بصدفة بريئة ....الموضوع مدروس ومخطط له بعناية .....ابحثوا عمن يدفع أجور الراقصات ليهززن خصورهن ، والبلطجية ليمارسوا العنف المميت على شاشاتنا .... تجدوا الدافع وراء تشويه درامانا ومجتمعنا ....الدافع موجود عند دافع الأجور ".