أشعل مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي "Dead End: Paranormal Park" موجة غضب واسعة بين الجمهور العربي بعد تداوله مؤخرًا على مواقع التواصل، خاصة عقب انتشار مقطع مدبلج بالعربية اعتبره كثيرون مسيئًا للقيم الدينية والاجتماعية.وتظهر في الفيديوهات المتداولة للكارتون في نسخته المدبلجة شخصية تقول أنها "ثنائية الميول" ويشجعها من حولها على ذلك ويقولون لها “برافو”، كما تظهر أيضا شخصية أخرى لمراهق يحب زميله!ورأى المتابعون أن الدبلجة الجديدة، التي نُفذت بعيدًا عن الاستوديوهات الأصلية المعروفة في الوطن العربي، أظهرت انحرافًا عن روح العمل الأصلي وسمحت بتمرير رسائل غير مقبولة، ما جعل البعض يطالب بوقف التعاون مع الشركات المنتجة للدبلجات "المشبوهة" على حد وصفهم. لمشاهد مقطع من المسلسل اضغط هنا غضب واسع وردود أفعال حادة على مواقع التواصل تصدّر "هاشتاج" اسم المسلسل محركات البحث، وامتلأت التعليقات بالهجوم على النسخة المدبلجة، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم من التغيير في الأصوات والحوار، واعتبروا أن ما حدث يمثل إساءة متعمدة للجيل الجديد من الأطفال.وذهب بعض المتابعين إلى القول إن الدبلجة تمت بإشراف شركات لا تهتم بالقيم العربية والإسلامية، بينما رأى آخرون أن الخطأ من الشركات المنتجة التي لا تراجع المحتوى قبل بثه على المنصات العالمية. إيلون ماسك يدخل على الخط ويدعو إلى مقاطعة نتفليكس لم يتوقف الجدل عند الجمهور العربي فقط، بل تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك مع الأزمة، مطلقًا حملة عبر منصته "إكس" تدعو إلى مقاطعة "نتفليكس".وكتب ماسك في منشور له: "ألغوا نتفليكس حفاظًا على صحة أطفالكم"، بعد أن اتهم المنصة بالترويج لأجندات فكرية منحرفة عبر أعمال موجهة للأطفال.كما هاجم مخرج المسلسل البريطاني هاميش ستيل، بعد تداول منشورات قديمة له تحمل مواقف ضد المحافظين في الولايات المتحدة.الهجوم اتسع لاحقًا بانضمام نشطاء محافظين آخرين، بينهم روبي ستاربك، الذي اتهم نتفليكس بتبني سياسات "معادية للقيم التقليدية" ودعا إلى مقاطعة المنصة نهائيًا.ربالمصوّرة "DeadEndia"، وتدور أحداثه حول مراهقين يعملان في مدينة ملاهٍ مسكونة بقوى خارقة للطبيعة، يرافقهما كلب يتحدث وشخصيات شيطانية.الجدل اشتعل لأن إحدى الشخصيات الرئيسية، بارني، تُقدَّم في العمل على أنها متحولة جنسيًا (Transgender)، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتطبيع الأفكار الغريبة على الأطفال والمراهقين.ورغم أن نتفليكس ألغت المسلسل بعد موسمين فقط في عام 2023، إلا أنه لا يزال متاحًا على المنصة للأطفال من سن 7 سنوات، وهو ما زاد من الغضب الشعبي والدعوات لمراجعته وحذفه نهائيًا.كيفية توعية الأطفال حول الكرتون المخالف للآدابوفي هذا الشأن، كان قد دعا الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الآباء إلى اتباع أساليب حديثة وغير تقليدية في متابعة ما يشاهده أطفالهم، وكيفية حمايتهم من السلوكيات غير الأخلاقية التي قد تتسلل عبر بعض أفلام الكارتون. وأوضح في حديث تليفزيوني سابق أن بعض صناع المحتوى الكارتوني ينطلقون من رؤى ومعتقدات تختلف عن قيم مجتمعاتنا العربية، معتبرين ما هو مرفوض لدينا أمرًا طبيعيًا في ثقافتهم.وشدد الدكتور هشام على ضرورة أن تستثمر الأمهات ما يُعرض أمام أطفالهن لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد يتلقونها، مؤكدًا أن أسلوب التصحيح هو الأساس، وأن التوجيه يجب أن يتم بالحوار والوعي لا بالعنف أو الترهيب، بما يوسع أفق الطفل ويجعله أكثر وعيًا وتمييزًا.من جانبه، أكد الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، أن للبيت دورًا محوريًا في مراقبة المحتوى الموجّه للأطفال، وتنبيههم إلى ما يخالف الشرائع السماوية، مع ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية منذ الصغر حتى يتمكن الطفل من التمييز بين الصواب والخطأ، والخير والشر، واتخاذ الموقف السليم عند مواجهة السلوكيات السلبية.وأضاف أن من المهم توجيه الأبناء لاستثمار أوقات فراغهم في أنشطة اجتماعية مفيدة تدعم قيمهم الأخلاقية وتغذي فطرتهم السليمة، مؤكدًا على ضرورة أن يكون البيت المصري خط الدفاع الأول برفض أي أفكار دخيلة أو مظاهر سلبية، ومتابعة الأبناء وأصدقائهم عن قرب.كما أشار إلى أن للإعلام دورًا أساسيًا في تبني منظومة قيمية وأخلاقية تحمي المجتمع من الانحراف وتحافظ على عقول الأطفال من التأثر بالأفكار الهدامة.ودعا في ختام حديثه إلى أن تتولى المؤسسات العلمية والدعوية إطلاق مبادرات توعوية تسلط الضوء على هذه القضايا، وأن تدمج في مناهجها التعليمية برامج تربوية تغرس القيم والمبادئ الأخلاقية، بما يضمن تربية جيل واعٍ ومحصّن ضد المؤثرات السلبية.