انطلق منتدى قطر العقاري الثالث تحت شعار (عقارات المستقبل) أمس الأحد بهدف مواكبة أحدث التوجهات العالمية في مجالات مثل الاستدامة والتكنولوجيا العقارية وتطوير المدن الذكية. وفي هذا السياق صرح رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري (عقارات) القطرية المهندس خالد العبيدلي في افتتاح المؤتمر الذي يستمر مدة ثلاثة أيام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات إنه انطلاقا من الرؤية الحكيمة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة وتنويع مصادر الدخل صدر القرار الأميري رقم 28 لسنة 2023 بإنشاء الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري بهدف تنظيم وتحفيز القطاع في الدولة. وأكمل المهندس خالد العبيدلي أن الهيئة قامت بإطلاق استراتيجيتها في ديسمبر عام 2024 وتم خلال النصف الأول من عام 2025 تفعيل جميع القوانين المنظمة لتدعم تحقيق أهداف الدولة معربا عن سعادته باعلان (ترخيص 19 مطورا عقاريا) استحداث برامج تدريبية لرفع كفاءة الكوادر القطرية وممارسي المهن العقارية من الوسطاء والمثمنين ومديري العقارات بالتعاون مع المعاهد والجامعات المحلية والعالمية.ويشهد الاقتصاد العالمي تحديات متسارعة إلا أن القطاع العقاري واصل إظهار مرونة استثنائية محافظا على مكانته كأحد أكثر الأصول استقرارا موضحا أن القطاع العقاري القطري واصل أداءه القوي حتى نهاية الربع الثالث لهذا العام وحقق زيادة بنسبة 54 في المئة عن العام الماضي في معاملات تسجيل البيع العقاري وزيادة بنسبة 41 في المئة في مجموع قيمة معاملات البيع العقارية وهو إنجاز قياسي. وأوضح العبيدلي أن الهيئة أطلقت (رحلة المستثمر العقاري) لتعزيز تجربة المستثمر بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الوطنية مبينا أنه بإمكان أي شخص الحصول على سند الملكية والإقامة العقارية عن طريق منصة رقمية واحدة سهلة وسريعة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك تأكيدا لدور الهيئة الريادي في تطوير الخدمات وتعزيز الابتكار في القطاع العقاري.وعبر رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري عن سعادته باستضافة السعودية كضيف شرف وذلك تأكيدا على عمق الروابط الخليجية وتكامل الرؤى نحو مستقبل عقاري مزدهر إضافة إلى تنظيم الاجتماع الأول لرؤساء الهيئات العقارية الخليجية في الدوحة.وفي هذا الاتجاه صرح رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري عبد الله العطية إنه من دون تنمية العقار لا يمكن نمو أي مجتمع موضحا أن التطوير العقاري يؤدي دورا محوريا بالمساهمة في النمو الاقتصادي للدولة كما يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.وأكمل عبد الله العطية أن الإصلاحات التشريعية بشأن العقار ساهمت في نضوج السوق العقاري القطري اذ بين ذلك من خلال انتعاش المعاملات العقارية حيث ان الربع الثاني من عام 2025 وصلت قيمة التداولات العقارية إلى 9ر8 مليارات ريال قطري (حوالي 4ر2 مليار دولار) بزيادة 8ر29 في المئة مقارنة بالعام الماضي.وأوضح وزير البلدية القطري أن المشاريع العقارية الكبرى تساهم في تعزيز مكانة قطر ودول الخليج في سوق التطوير العقاري مبينا أن الدول الخليجية لديها البنية التحتية المناسبة ومنافسة لكبرى الدول العالمية.وأشار العطية إلي أهمية التحول الرقمي في تطوير القطاع العقاري موضحا أنه جار العمل على موضوع العقود الذكية وتسجيل المعاملات بشكل آمن إضافة إلى تجزئة الملكية.ومن جهة أخري قال وزير البلديات والإسكان السعودي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار ماجد القحيل إن منطقة الخليج تشهد تحولا في الاستقطاب ليس فقط رؤوس الأموال بل جذبت العقول وفرص العمل والاقتصاديات المتجددة أيضا موضحا أن الجيل الجديد يحتاج إلى مفهوم مختلف لمفهوم التطوير العقاري لا سيما مع تغير أنماط الحياة.كما أكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في التنمية مبينا أن المطور العقاري الجيد يحتاج إلى تمكين فيما أوضح أن التمكين هو امتداد لسلسلة تساعد المطور والمستثمر بأن يمارسون أعمالهم بحرية وعدالة وشفافية وابتكار خاصة أن قيادات دول الخليج تدعم بأن تكون دولنا رائدة في مجال العقار. وأشار ماجد الحقيل إلى حرص المملكة على الكفاءات الوطنية في قيادة التنمية قبل فتح السوق للمطور الأجنبي لافتا بذات الوقت إلى أهمية التمويل العقاري وأن سوق التمويل مهم جدا في نجاح التطوير العقاري خاصة أن التمويل العقاري أصبح الركيزة الأساسية لنجاح واستدامة التطوير العقاري.وبين أنه تمت صياغة 19 هوية عمرانية في السعودية وهي ستكون الأساس لكل مصمم معماري عند التصميم وذلك من أجل إبراز التنوع الثقافي الحضاري لمختلف المدن السعودية ولتعبر وتعكس هويتها العمرانية.وجرى توقيع مذكرة تفاهم خلال حفل الافتتاح بين الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري القطرية والهيئة العامة للعقار السعودية حيث وقعها من الجانب السعودي الرئيس التنفيذي للهيئة عبدالله الحماد ومن الجانب القطري رئيس الهيئة المهندس خالد العبيدلي.وتحل السعودية ضيف الشرف الرسمي للمنتدى الذي يعتبر منصة سنوية رائدة تجمع تحت مظلتها نخبة من القيادات وصناع القرار والخبراء والمستثمرين والمطورين في القطاع العقاري لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات واستشراف المستقبل.ويسعى المنتدى الذي ينطلق بالتزامن مع معرض سيتي سكيب إلى مواكبة أحدث التوجهات العالمية في مجالات مثل الاستدامة والتكنولوجيا العقارية وتطوير المدن الذكية بما يعزز تنافسية السوق القطرية ويؤكد مكانة قطر كوجهة ريادية للاستثمار العقاري إقليميا ودوليا.وفي هذا السياق اعتبر سعادة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني المدير التنفيذي لشركة اس كي العقارية في الجلسة أن القطاع العقاري القطري صلب وقوي ويوفر عوائد استثمارية جد عالية للمستثمرين بنسبة تتراوح بين 7 إلى 9 بالمئة، مشيرا إلى الانفتاح المتزايد الذي يشهده السوق العقاري القطري على غرار باقي الأسواق الخليجية خاصة فيما يتعلق بالتملك الأجنبي، وهو انفتاح ليس فقط خطوة نحو جذب الاستثمارات، بل هو أيضًا انعكاس لرؤية استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة.وأعلن إنه في قطر، على سبيل المثال، جاءت التشريعات الأخيرة لتسمح بتملك الأجانب في مناطق محددة، مما عزز من جاذبية السوق العقاري، ورفع من مستوى الثقة لدى المستثمرين الدوليين، مضيفا: "هذا التوجه يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي نحرص في اس كي العقارية على أن تكون جزءًا منها من خلال مشاريعنا التي تجمع بين الابتكار والهوية القطرية".بدوره ذكر سعادة الشيخ ناصر بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة قطيفان للمشاريع إن المشروع التابع للشركة أتى استجابة لحاجة السوق في دولة قطر في المجال السياحي خاصة في ظل الطلب على هذا الصنف من المشاريع. وشدد سعادته على أن التكنولوجيا ساهمت في تأقلم القطاع العقاري مع متطلبات السوق وتقديم حلول مشخصة تتماشى مع رغبة العملاء، مشيرا إلى دراسة الشركة للدخول في مشاريع جديدة وأسواق جديدة.وفي اتجاه آخر استعرض المهندس أحمد محمد الطيب الرئيس التنفيذي لشركة بروة العقارية التطورات التي شهدتها الشركة على امتداد تاريخها استجابة لحاجة السوق وواقع الطلب في دولة قطر، مبينا أن الشركة لديها اليوم محفظة عقارية تشغيلية مدرجة في دولة قطر بإجمال أصول تجاوز 37 مليار ريال موزعة على 40 مشروعا عقاريا في كافة القطاعات.من ناحيته أكد السيد عايض القحطاني رئيس مجلس إدارة شركة سمو العقارية السعودية على أهمية الشراكات وبناء التحالفات بين شركات دول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها ورفع مستويات التنسيق بين القطاع الخاص في الدول الخليجية، قائلا: "إن السوق الخليجي يعيش طفرة كبيرة".كما لفت السيد عبد الرحمن الهدلق رئيس مجلس الإدارة لشركة أساس مكين للتطوير والاستثمار العقاري إلى التحولات التي شهدها القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية والدور الذي تضطلع به الجهات المعنية فيها لتقديم التسهيلات للقطاع.