د. زيد السمكري يكتب: "مشاهير بلا فلاتر" ويشيد بمافعلته نادين نجيم وسيلينا غوميز

بات استخدام "الفلتر" لتجميل الصورة وخاصة السيلفي، إجراء منتشر عند التقاط أي صورة، فمن منا عندما يرى شكله بالفتلر لا يتمنى أن يكون ذلك شكله الحقيقي حتى يخفي أي عيوب بوجهه، ومن منا عند رؤية فنانه أو فنانته المفضلة ب New Look جديد بعد إجراء تجميلي، لا ينبهر ويتمنى أن يكون مثلها؟

أكثر من ٢٠٠ مليون بحث عن كلمات متعلقة بالإجراءات التجميلية، وأكثر من ٨ مليار بحث عن سبل العناية بالجمال، وأكثر من مليون بحث عن كلمة فيلر تحديداً خلال العام، وذلك بحسب أرقام جوجل الداخلية، والتي أطلعت عليها في مؤتمر تجميل عقد في دبي ديسبمر المنصرم.

منذ ٢٠١٩ وإلى يومنا هذا نشهد ظاهرة متزايدة، وغير مسبوقة في الصحة والجمال إلى درجة أن جل المراجعين الذين يراجعوني يومياً في العيادة لم يخطر في بالهم قط أن يلجؤا للإجراءات التجميلية بل وبعضهم كان معارضاً لها لكن التأثيرات المذكورة سابقاً كانت أقوى من أن تقاوم فأضحى التجميل جزء أساسي، وليس مجرد كماليات في متطلبات الحياة، ولم يعد مقتصراً على عمر معين أو جنس معين، فأصحبنا نستقبل أعمارًا أصغر سناً، وأعدادا أكبر ، وبشكل ملحوظ من الذكور. على سبيل المثال نشهد، وبشكل متزايد قدوم الزوجة برفقة زوجها ليس كمرافق لها بل كلاهما من أجل الخضوع للاجراءات التجميلية.

النظرة السلبية والوصمة تجاه الإجراءت التجميلية بدت تتلاشى مؤخراً فلقد شهدنا تحولات جذرية إلى الأفضل بالنسبة لبعض الفنانات، وشهدنا إقبالاً أكثر على إجراءات غير جراحية تهدف لتحسين المظهر دون طمس هوية الملامح، فقط التعديل فيها، كما شهدنا مشاهير قاموا بتصحيح الفيلرات والإجراءات السابقة في وجههم لتجعل المظهر أكثر نعومة وجاذبية، ونظراً للإقبال المتزايد خاصة من جيل الشباب على هذه الاجراءت يقع على عاتق الطبيب مسؤولية عدم الإنجراف وراء توقعات أو إجراءات مبالغ بها بل والتشديد على أهمية العناية بصحة البشرة لتبرز جمالية أي حقن تجميلية يتم وضعها ضمن الخطة العلاجية قبل إجراء الفيلرات أو البوتكس.

لفتني مؤخراً ما أطلقته الفنانة " نادين نسيب نجيم " عندما قامت بالترويج لمنتج جديد لها ناعم وبسيط، يمكن وضعه لتظهر البشرة طبيعية، وكأن ليس بها مكياج، فقط تخفي العيوب وتعدل من المظهر دون طمس الملامح الأساسية، أيضًا النجمة العالمية سيلينا جوميز ، ظهرت قبل ذلك بلا مكياج تشجيعًا لتقبل الذات، فذلك يعزز من تقبل الناس لأنفسهم، ويزيد من الثقافة الطبية لدى مراجعيننا، ويسعدنا دوماً كمجتمع طبي أن نرى المزيد من هكذا مبادرات من المشاهير المؤثرين، ونتمنى أن يحذو حذوها المزيد، فالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي هي ذات تأثير عظيم وبتنا نلمس صداها يومياً في عياداتنا.

والسؤال هنا ما هو تعريف البشرة الصحية؟ البشرة صحية ناعمة ، مع عدم وجود فواصل في السطح. إنه دافئ (ليس حارًا أو أحمر) وليس جافًا وقشاريًا ولا رطبًا ومتجعدًا. البشرة الصحية هي مرآة لصحة الجسم.

٣ اسئلة أطرحها على مراجعاتي قبل أي إجراء تجميلي ضمن الاستشارة

هل تريدين أن تكوني أكثر جمالاً أم أصغر سناً أم مختلفة تماماً

الإجابة عن جميعها يبدأ بالبشرة الصحية. البشرة الصحية لا تحتاج فلاتر أو مكياج. البشرة المثالية بالإمكان الوصول إليها بالإلتزام بالتعليمات وروتين حياة صحي وباللجوء لطبيبك المختص، وباستخدام العلاجات الحديثة من مقشرات، خلايا جذعية وتقنيات الdna علينا كأطباء أن نشدد على أهمية المحافظه على هوية مرضانا وهذا النمط من الأسئلة يساعدنا على تقرير متى نقبل؟ ومتى نرفض أن نجري تجميل.