فيروز جارة القمر سيدة الأغنية العربية بأغانيها الخالدة

فيروز سيدة الصباح وصوت الشرق الرمز الخالد في سماء الفن العربي والأغاني العربية الخالدة، بالصوت الفريد الذي يحمل في جوهره دفء الزمان والحنين إلى الزمان الماضي، طوال حياة فيروز استطاعت أن توحد مشاعر ملايين العرب عبر الأغاني التي باتت جزء لا يتجزأ من ذاكرة العرب، منذ بداية ظهورها في بداية مشوارها في منتصف القرن العشرين قدمت لنا فيروز إرث عريق من الأعمال الفنية الغنائية الخالدة التي تتنوع بين الرومانسية والوطنية.

فيروز عاشقة الملايين فيروز أو نهاد وديع حداد هي مغنية وممثلة لبنانية تعتبر من أقدم فناني العالم من جيل المسرح والموسيقى الذهبي ومن أشهر الأصوات الغنائية العربية في تاريخ الوطن العربي، ومن أشهر الفنانين في الوطن العربي وفي العالم حيث لاقت أعمالها الفنية والغنائية رواج واسع في جميع أنحاء العالم العربي والغربي، وتم تلقيبها في لبنان باسم العمود السابع لبعلبك.

وطوال حياة فيروز قد قدمت لنا مئات الأغاني التي تتميز بقصر مدة الغناء بقوة الالتصاق بوجدان الجمهور، حيث غنت فيروز للحب والوطن والطفولة والحزن والفرح والأم والشعب، لتبقى بكل هذا اسم خالد في أذهان جميع العرب منذ بدايتها وحتى بعد رحيلها.

حياة فيروز بدأت حياة فيروز كطفلة بسيطة في أسرة فقيرة في منطقة في لبنان تسمى قضاء الشوف، وقد ولدت في فبراير 1935.

طفولتها: الاسم الحقيقي لفيروز هو نهاد وديع حداد وقد ولدت في أسرة فقيرة في منطقة في لبنان تسمى قضاء الشوف ولكنها انتقلت مع عائلتها إلى حارة في عاصمة لبنان بيروت ونشأت بقية حياتها في هذه الحارة، وقد كان المنزل عبارة عن غرفة واحدة تعيش فيها هي وأسرتها وكان والدها يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية.

كانت نهاد طفلة هادئة و خجولة جدا وكانت متعلقة بجدتها، وأظهرت منذ صغرها حبها للفن والغناء وكان يجتمع الجيران وعائلتها في الليالي الشتوية حول المدفئة وتبدأ فيروز أن تغني لهم، ولم يكن لدى عائلتها راديو فكانت تجلس بجانب شباك جيرانهم الذين عندهم راديو لكي تسمع صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من المغنيين العظماء.

الاكتشاف والشهرة: تم اكتشاف موهبة فيروز العظيمة عندما كانت في المدرسة حيث كانت تستطيع أن تحول الترانيم الوطنية البسيطة إلى شيء مذهل ومطرب وفي واحدة من الحفلات المدرسية عام 1947 التقى الفنان محمد فليفل بالطفلة نهاد وقد كان مدرس في المعهد الموسيقي في لبنان وكان يبحث عن مواهب جديدة في هذا الوقت وعندما رأى فيروز أعجب جدا بها وشعر أنه حصل على حنجرة ذهبية ونجمة مستقبلية.

ولهذا قرر محمد فليفل أن يعتني بموهبة فيروز فكان يخبرها أن لا تأكل البهارات ولا تجهد حنجرتها بغناء الطبقات العالية، كما علمها التجويد بالقرآن رغم أنها كانت مسيحية، وكان والدها رافض فكرة الغناء بشدة ولكن فليفل أقنعه بصعوبة أن تشارك في إذاعة التلفزيون وأنها سوف تغني الأغاني الوطنية فقط وسوف يتحمل هو نفقة تعليمها الموسيقى في معهد الموسيقى الذي كان يديره وديع صبرا الذي رفض أن يأخذ أي مقابل تعليم نهاد لأنه أعجب جدا بصوتها.

زواجها من عاصي الرحباني: التقت فيروز للمرة الأولى صدفة بالشاعر وكاتب الأغاني الشهير عاصي الرحباني في الإذاعة اللبنانية عام 1950، وقد أعجب بها وبصوتها جدا وتوالت بينهما اللقاءات وقام عاصي بتلحين بعض الأغاني لها، وكان مهتم بها بشكل خاص من بين الفتيات معها في الإذاعة وفي المعهد أيضا وعندما واجهته بذلك أخبرها أنه يحبها وأنه يريد الزواج منها لكنها رفضت، وعرض عليها مرة أخرى بعد عدة شهور ولكنها وافقت هذه المرة وتحولت العلاقة إلى حب متبادل إلى أن أعلنا الزواج عام 1955.

مسيرة فيروز الفنية بعد زواج فيروز من عاصي الرحباني قررا أن ينجحا سويا وقد كان التعاون بينهما مذهل إذ استطاع عاصي الرحباني أن يجعل من فيروز أسطورة الغناء العربي، وقد كان هو ملحن الأغنية الأولى لها واسمها حبذا يا غروب وبعدها أغنية عتاب وبعدهم الكثير والكثير من الأغنيات الخالدة التي ما يزال يتردد صداها حتى الآن.

بعد تواصل نجاحها قررا أن يقوما بتأسيس المؤسسة الرحبانية الفيروزية للأفلام السينمائية لتكون شاهدة على علاقتهما وعلى نجاحهما الساحق، وقد تلقت فيروز وزوجها دعوات كثيرة من إذاعة صوت العرب في مصر وقد سافرت هي وزوجها إلى مصر عدة مرات وسافرت إليها كثير من المرات لكي تبث أغانيها في الإذاعة المصرية، وقد لاقت إعجاب كبير من الشعب المصري واهتم الوسط الفني في القاهرة بها.

وقدمت فيروز العرض المباشر الأول لها أمام الجماهير في معبد جوبتير في بعلبك في لبنان حيث قدمت استعراض غنائي عظيم بعنوان أيام الحصاد، وقد كرمها الرئيس اللبناني بإعطائها وسام فارس وهو أعلى وسام يتم منحه لأي فنان لبناني كما أصدرت الحكومة اللبنانية طابع يخلد اسمها.

أشهر ألبومات فيروز وقد غنت فيروز العديد من الألبومات طوال حياتها وأشهر ألبوماتها هي:

ألبوم يسعد صباحك يا حلو عام 1955. ألبوم راجعون عام 1957. ألبوم أندلسيات عام 1966. ألبوم القدس في البال عام 1967. ألبوم لبنان الحقيقي جايي عام 1979. ألبوم فيروز في أمريكا عام 1994. ألبوم أنشودة الزمان عام 1995. ألبوم في أولمبيا في باريس عام 1997. ألبوم الحب القديم عام 2012. ألبوم سهرة مع فيروز عام 2014. ألبوم هموم الحب عام 2015. ألبوم ببالي عام 2017. جوائز فيروز على مدار مسيرتها الفنية اللامعة، نالت فيروز العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإنجازاتها حصلت على وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس كميل شمعون عام 1957، وهو أعلى وسام في البلاد، ووسام الأرز عام 1962، كما حصلت على ميدالية الكرامة من الملك حسين عام 1963، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى.

في عام 1988 نالت وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وتلقت جائزة القدس من فلسطين عام 1997،كما تم تكريمها بإصدار طوابع بريدية تذكارية تحمل صورتها عام 1975 ومنحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت، لتكون أول مطربة تنال هذا اللقب.

بقيت فيروز شاهدة على رحلة زمنية طويلة من الفن العريق الخالص الذي يلامس القلوب والعقول، تظل فيروز رمزًا خالدًا في عالم الفن العربي، بصوتها الفريد الذي يجسد جمال وروح الموسيقى الشرقية على مدى عقود، أسرت قلوب الملايين بأغانيها الخالدة التي تجمع بين الرومانسية والوطنية، مع كل نغمةتعود بنا فيروز إلى زمن من الذكريات الجميلة والحنين العميق، استمتعوا بروائع فيروز وأعيدوا اكتشاف سحرها الخالد الذي يظل يتردد عبر الأجيال