أخبار المشاهير فيروز، جارة القمر، الصوت الدافئ الحنون، صاحبة العذوبة والرقة التي تذبذب الأهداب وتدخل القلب مباشرة، انفردت بموهبة جعلتها أيقونة الرومانسية والشجن في الوطن العربي. Sbisiali يستعرض بعض جماليات أغاني فيروز متمكنة من الانتقال من طبقة الصوت المنخفضة إلى أعلى طبقة، تشعر معها بـ"النوستالجيا" والحنين، قادرة على وصف أدق المشاعر الانسانية، وكلمة "حبيبي" منها لها مذاق خاص، فيروز ليست فقط مطربة تصف المشاعر بعذوبة خالصة، بل يمكن أن ترى مشاهد حياة كاملة في أغنياتها، تدخل معها الغابة وتشاهد عناقيد العنب المتلألئة، تنام في الفضاء وتتلحف بالسماء، تغني بحزن هادئ على فراق حبيبها، ومهما يغيب تنتظره برضا. اليوم يحل عيد ميلاد "عصفورة الشرق" الـ88، والتي رغم ابتعادها عن الأضواء إلا أن "بُعدها على بالنا"، وطالما كانت أغانيها ونس في "سهر الليالي"، "كبر البحر" نحب فيروز ونظل نراها أيقونة مهما مر الزمن. رحلة فيروز ولدت نهاد وديع حداد فى 21 نوفمبر عام 1935 لأسره بسيطة في قرية جبل الأرز الواقعة في قضاء الشوف بلبنان، ثم انتقلت إلى حي زقاق البلاط في العاصمة بيروت في الحي القديم، وبدأت الغناء وهي في الخامسة من عمرها لتلفت الأسماع إلى صوتها العذب في سن مبكرة. أحدثت ثورة في الموسيقى العربية واتسمت ببساطة التعبير وقصر المدة على عكس الأغاني العربية السائدة في تلك الفترة، إضافة إلى تنوع المواضيع، إذ غنت فيروز للأطفال، والوطن والأم والقضية الفلسطينية إلى جانب أغاني الحب. وراجت أغاني فيروز في كافة انحاء العالم العربي لتصبح فقرة رئيسية في إذاعات العالم العربي ليطلق عليها لقب "ملكة الصباح" ووصل رصيدها من الأغاني أكثر من 800 أغنية. أحزان في حياة جارة القمر ثمة حزن تستشعره في صوت فيروز، مهما كانت كلماتها يمكنك أن تلمس حزن دفين تحاول إخفاؤه في قلبها، لكن ملامح وجهها تشي به مع كل ظهور لها، إذ أن شفتاها تأبى الابتسام إلا قليلا، ويحدث ذلك بصعوبة، فيبدو وكأن شبح الابتسامة على شفتيها يرفض الظهور، هل هذا بسبب ما مرت به في حياتها؟ عانت فيروز من عدة أزمات طوال حياتها ولكن أبرزها رحيل ابنتها ليال عن عمر يناهز ال28 عامًا بعد إصابتها بجلطة دماغية وهو نفس المرض الذي رحل به زوجها عاصي الرحباني وعانت من اكتئاب شديد وقتها. من أبرز الازمات التي عانت منها فيروز ايضًا هي إصابة ابنها هالي بمرض نادر أفقده الحركة، منذ ولادته عام 1958 أكد الأطباء لجارة القمر أن نجلها الصغير لن يعيش سوى سنوات قليلة، إذ وُلد وهو يعانى إعاقة ذهنية وحركية، لا يستطيع الحركة إلا بكرسى متحرك، ولكن غلب قلب فيروز على عقلها وأحاديث الأطباء، لتقرر تولى رعايته بنفسها، وتغنى له ولأجله، بعيداً عن عيون الصحافة والإعلام مارست أمومتها ولم تُظهره. جوائز فيروز حصدت فيروز على مدار حياتها الفنية العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت على وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس "كميل شمعون" عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة، ووسام الأرز عام 1962، ووسام الاستحقاق اللبناني، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى. وفي عام 1988، حصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وجائزة القدس من فلسطين عام 1997م، وفي عام 1975م تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها تكريما لها، كما تم منحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت لتصبح أول مطربة تحصل على هذا اللقب. ورشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، وهو أرفع وسام ثقافي في فرنسا, كما نالت العديد من الأوسمة العالمية في الكثير من الدول الأخرى.