فنانات تخلين عن المكياچ وتجملن بأدائهن الصادق

لا يشغلهن الجمال والوقوف أمام الكاميرا بكامل زينتهن، بل أن الأداء الواقعي والتوحد مع الشخصية حد الذوبان فيها كان هدفهم الأول، لم يسعين لخطف الأنظار بالشعر الطويل أو مكياج العيون الساحر، بل سعين لخطف القلوب بأدائهن الصادق وقوة تعبيراتهم دون أن تكون المساحيق التجميلية عازلًا بين وجههن وصدق تجسيدهن، بل إن بعضهم من تخلت عن أنوثتها بالأساس في سبيل دور يعيش في وجدان الجمهور.

ويستعرض سبيسيالي أبطال لمعن في دراما رمضان بأداء صادق وأشاد بهن الجمهور:

منى زكي

تربعت الفنانة منى زكي على عرش النجومية، في النصف الثاني من رمضان، بمسلسلها "تحت الوصاية"، فظهرت في دور الأم التي ليس لديها وقت حتى لممارسة أبسط طقوسها كأنثى وهو تشذيب حاجبيها.

الأم المهمومة بأولادها لأقصى حد ممكن، ومع مشاكل أولادها تنسى نفسها تمامًا وتهتم فقط بتوفير احتياجاتهما وتوفير ظروف معيشة مناسبة لهم، فكانت نبع "الحنان" مثل اسمها في العمل.

وبرعت منى زكي في أداء دور الأم بامتياز، فظهرت بوجه شاحب وتعلوه تجاعيد الحزن الممتزجة بالآلام وحمل الهم، فبدت واقعية وكأنها واحدة من أبناء الطبقة المتوسطة وتشبه نساء كثيرات يمكن أن تراهن في الشارع، فلا تشعر بالغربة أبدًا عنها، مستغنية عن أظافر الإكلريك التي تضعها الفنانات رغم عدم تناسبها مع طبيعة شخصية المرأة التي تجسدها أحيانًا كثيرة، وهي تفاصيل صغيرة لكنها لا تفوت على العبقرية منى زكي.

درة

رغم أنها أيقونة الموضة والجمال والشياكة، إلا أنها من الفنانات القلائل اللاتي يتخلين عن المكياج وتفعل ذلك في معظم أعمالها، نظرًا لأنها طالما كان اعتمادها على موهبتها، لا جمالها، وتؤدي أي دور ببراعة وتنسق الملابس المناسبة معه.

في "الأجهر" هذا العام، تألقت درة بدور الطبيبة الشعبية، فتشعر معها أنها بنت البلد في اللغة والاحساس والتعامل، لكنها أيضًا تمتلك ثقافة الطبيبة، في خليط فريد من نوعه.

اهتمت درة بأبسط التفاصيل لتجمع هذا النموذج الشعبي المميز، فلم تستخدم سوى الاكسسوارات البسيطة التي تتناسب مع فتاة شعبية، وبعد ذلك يظهر التطور على ملابسها بعدما تعمل في شركة تجعل مستواها المادي أفضل، وهذا ليس غريبًا على الفنانة في اهتمامها بالتفاصيل وثقتها في جمالها الطبيعي، واعتمادها على قدراتها وموهبتها التمثيلية.

نيللي كريم

في الوقت أيضًا الذي تهتم فيه معظم الفنانات بالفيلر والبوتكس، ظهرت الفنانة نيللي كريم في دور "نادرة" في مسلسل "عملة نادرة"، بأداء صادق وبارع.

ورغم أنها المرة الأولى التي تجسد فيها "نيللي" شخصية امرأة صعيدية، إلا أنها بدت كأنها صعيدية أبًا عن جد، فظهرت موهبتها الجبارة خلال العمل كعادتها، وبدت على طبيعتها تمامًا.

روجينا

تخلت روجينا عن جمالها بالكامل في مقابل أن تؤدي دورًا من أهم المسلسلات التي تناقش قضايا المرأة على الإطلاق وهو مسلسل "ستم"، فلم تتخل الفنانة فقط عن استخدام أدوات التجميل في إبراز جمالها، بل إنها طمسته تمامًا في أنها تحولت إلى رجل بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها.

لم تخش روجينا أن تظهر حليقة الرأس وبشرة سمراء وتجاعيد مفتعلة، محت جمالها بشكل كبير، لتتقن بذلك دورًا عبقريًا، وتقدم قضية من أهم قضايا رمضان هذا العام.

ومثلت الفنانة شريحة من النساء اللواتي يضطررن بالتنكر كرجال من أجل ممارسة أعمال تعتبر غير لائقة للمرأة بحرفية شديدة، جعلتها من أبرز فنانات هذا العام.