"الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب أو مجتمع أو عرق"، هكذا افتتح صناع "حياة الماعز" عملهم السينمائي، فيما يبدو أنها محاولة لتفادي الجدل الحاصل حول الفيلم، إلا أن هذه المقدمة لم تنجح في إبعاد العمل وصنّاعه عن اللغط، حيث أثار الفيلم حفيظة الكثير من العرب والسعوديين.قسوة في الحكم على شعب من خلال فرديحكي الفيلم قصة عامل هندي اسمه "نجيب" وصل إلى المملكة العربية السعودية في مطلع التسعينيات، ليجد نفسه تحت رحمة كفيل وهمي، أودى به إلى الصحراء، في رحلة امتدت لثلاث سنوات قبل أن يهرب.وبرأي البعض فإنه حتى لو أن هذه القصة قد تكون قد وقعت بالفعل إلا أن طريقة الطرح حملت الكثير من القسوة تجاه شعبٍ بأكمله، حيث علّق الأكاديمي الإماراتي ومستشار الشؤون الدينية “وسيم يوسف” على الجدل القائم حول الفيلم بقوله: "أولاً وفرضاً لو كان الفيلم قصة حقيقية لو جئنا لتصرف الفرادى للحكم على الدول هذه كارثة، ونستطيع أن ننتج فيلم عن حياة اثنين من السائحين البريطانيين ذهب هو وزوجته إلى الهند وتعرضت زوجته للاغتصاب أمام زوجها من 10 من الهنود، وهذه قصة حقيقية حتى الصحف الهندية نقلت هذا الأمر، نستطيع انتاج فيلم نقول حياة سائح.. لكن لا يحكم على الـ10 أشخاص على هند تعداد سكانها مليار و400 مليون، كذلك لا يحكم على رجل إن كانت القصة حقيقية على تعداد دولة بـ40 مليون"، وتابع قائلاً: "السعودية تعدادها 40 مليون ليسوا كلّهم ملائكة فرضاً وهذا في أي دولة لكن لا يعني أن آخذ شخص وأحكم على دولة، وخدمات دولة، وقيادة دولة، وتعامل دولة، وأقول انظروا ماذا تفعل الدولة.انتقادات للتصوير النمطي للبلدان العربيةولطالما أثار التصوير النمطي للبلدان العربية وطبيعتها ومشاهدها المتوقعة انتقادات لشركات السينما العالمية وخاصة هوليوود، وبحسب النقاد فإن فيلم “حياة الماعز” قد وقع في فخ التعميمات والأحكام المسبقة.ويقول الناقد الفني السعودي ورئيس قسم الفن والثقافة في جريدة الرياض، “عبد الرحمن الناصر” أن صورة السعودية الإيجابية أمام العالم اليوم أوضح، وليس من السهل والبسيط أن يتم تشويهها، ففي مقابل هذا الفيلم الذي يحكي قصة شخص واحد، هناك الملايين من الجاليات الذين يعيشون ويعملون في السعودية ويتشاركون حياتهم مع المجتمع السعودي، حتى أن بعضهم يحب ويحترم السعودية أكثر من أوطانهم الأم.واعتبر البعض أن طريقة طرح هذا الفيلم في وقت باتت فيه السعودية إحدى الدول الرائدة على مستوى العالم في التطوير والتحديث قد يعتبره البعض تشويهاً متعمداً للإنجازات الكبيرة التي تقوم بها المملكة.كما علّق بعض الهنود المتواجدين في المملكة على الفيلم حيث انتشر مقطع فيديو لشاب هندي يتحدث العربية ويقول: "هل شاهدت هذا الفيلم؟ "حياة الماعز"، أنا لا أعرف إن كانت القصة حقيقية أم لا، ولكنني سأشارككم تجربتي كمواطن هندي قضى طفولته في السعودية، تعلمت أن السعوديين كرماء جداً، ولا أعتقد أن أحداً من الوافدين الذين يعملون في السعودية أو الخليج يدعم هذا الفيلم" وختم حديثه بقوله: "ليس من رأى كمن سمع، ومعظم التطورات موجودة في كيرلا بفضل السعوديين والخليجيين ولذلك نحن مدينون دائماً للشعب الخليجي".ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية قد حققت تقدماً كبيراً على مستوى الإصلاحات والتنوع الاقتصادي في إطار رؤية 2030، كما أنها تحتضن ملايين الوافدين من مختلف دول العالم، وتعد واحدة من أكثر الدول استقبالاً للعمالة الأجنبية.