يشغل ليو تولستوي مكانة بارزة بين أعظم الأدباء الروس ويعد من أعمدة الأدب العالمي الذي ترك أثر خالد عبر العصور، فهو تمكن عبر رواياته وكتاباته أن يكشف أعماق النفس البشرية مسلطًا الضوء على قضايا المجتمع والحب والحرب والتحديات الأخلاقية التي تواجه الإنسان، ويتسم أسلوب تولستوي بالواقعية الغنية والدقة في الشخصيات المعقدة مما جعل أعماله مصدر إلهام للقراء والكتاب على حد سواء، وفي هذا المقال نستعرض لكم جميع التفاصيل المتعلقة به.تواصل مع نجومك المفضلين بشكل أسهل وأسرع عبر تطبيق تواصل اجتماعي سبسيال يتيح لك تبادل الرسائل والصور بسهولة.من هو ابو تولستوي؟هو الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي الذي توفى يوم 20 نوفمبر 1910 ويعتبر أحد أعظم الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو بارز في أسرة تولستوي، حيث يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر ويصنفه كثيرون من بين أعظم الروائيين في التاريخ، ومن أشهر مؤلفاته روايتي الحرب والسلام وأنا كارنينا، وهم يمثلان ذروة الأدب الواقعي ويقدمان صورة دقيقة عن الحياة الروسية في عصره، كما كان تولستوي فيلسوف أخلاقي فهو اعتنق مبدأ المقاومة السلمية الرافضة للعنف وتجسد ذلك في كتابه مملكة الرب داخلك الذي ترك أثر عميق على شخصيات بارزة في القرن العشرين مثل مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ في سعيهما للعدالة عبر أسلوب المقاومة السلمية.حياة ليو تولستوي ونشأتهولد ليو تولستوي في يوم 9 سبتمبر عام 1828م في مقاطعة تولا والتي تقع على بعد نحو 130 ميل جنوب موسكو، لعائلة نبيلة فوالده هو الكونت نيكولاس تولستوي ووالدته الأميرة ماريا فولكونسكي من سلالة روريك (أول حكام روسيا المعروفين تاريخيًا) وقد ولد في ضيعة ياسنايابوليانا الرائعة التي كانت جزء من مهر والدته، توفيت والدته وهو في الثانية من عمره فتولت قريبة العائلة التي تدعى تاتيانا مساعدته هو واخوته في التربية، وبعد وفاة والده عام 1837 تولت الكونتيسة الكسندرا أوستن رعايتهم، ثم انتقلت الحضانة لشقيقتها بعد وفاتها عام 1841 لينشأ تولستوي طفل بين كازان وزيارات صيفية لتاتيانا، والتحق لاحقًا بجامعة كازان لدراسة اللغات الشرقية استعدادًا للسلك الدبلوماسي.وبعد أن التحق تولستوي عام 1844 بجامعة كازان لدراسة اللغات الشرقية ولكنه لم ينجح أكاديميًا وغير تخصصه إلى القانون، ثم ترك الجامعة عام 1847 بعد أن ورث إقطاعية ياسنايابوليانا، ليكرس نفسه لإدارتها وتحسين حياة الفلاحين وكتابة مذكراته وخططه للتطوير الشخصي والاجتماعي، ورغم مثاليته ورغبته في خدمة الفلاحين واجه صعوبات في الإدارة فتوجه بعدها إلى موسكو وسان بطرسبورج لمتابعة الدراسة، لكنه انغمس مجددًا في الحياة الاجتماعية واللعب والقمار متجاهل تحذيرات مربيته تاتيانا.أشهر روايات ليو تولستويقدم الكاتب الروسي المعروف ليو تولستوي عدد كبير من الأعمال الأدبية سواء روايات أو قصص أو حتى أشعار أدبية، وفيما يلي نستعرض لكم أبرز رواياته:الحرب والسلام.حكم النبي محمد.كتاب اعتراف.آنا كارينينا.الجريمة والعقاب.البعث.الحاج مراد.موت إيفان إيليتش.مملكة الرب داخلك.ما هو الفن؟.السعادة الزوجية. تابع محتوى حصري لا تجده في أي مكان آخر، وحظى بمزايا لا يمكن لك تفويتها من خلال سبسيال الموقع الأكثر شهرة حول العالم.أفكار ليو تولستوي الفلسفية والدينيةوبالنسبة للأفكار الفلسفية والدينية الخاصة بليو تولستوي فهو يتأمل مسألة الموت ويطرح تساؤلاته الوجودية (لماذا نموت؟ ولماذا يخيفنا الموت؟) وفي قصته ثلاث موتات يقارن بين موت سيدة غنية وفلاح بسيط وشجرة مستنتج أن ازدياد وعينا يجعلنا أكثر انفصالًا عن الطبيعة والمجتمع البشري فنشعر بالألم نتيجة هذا الوعي والانفصال عند مواجهة الموت.في عام 1884 نشر كتابه الذي يحمل عنوان ما أؤمن به معلن فيه عن معتقداته المسيحية وإيمانه بتعاليم يسوع المسيح متأثر بخطبة الجبل ومبدأ تحويل الخد الآخر كدعوة للمسالم واللاعنف، واعتبر أن الإيمان الحقيقي يتطلب السلام الداخلي كما اطلع على كتابات الكويكرز الأمريكية حول اللاعنف ورأى أن الحروب الحكومية تتناقض مع هذه القيم مما دفعه إلى تبني وجهة نظر فلسفية قريبة من الأناركية، وفي وقت لاحق نشر إصدارات مختلفة من إنجيل تولستوي الذي ركز فيها على مقاطع محددة من الكتاب المقدس وخاصة كلمات يسوع.أسلوب تولستوي الأدبي وخصائصهوفيما يلي نستعرض لكم الخصائص الخاصة بالأسلوب الأدبي للكاتب ليو تولستوي:الواقعية الصافية حيث يعرض تولستوي الحياة كما هي مع تفاصيل دقيقة وشخصيات حقيقية بعيوبها ومحاسنها.التحليل النفسي حيث يركز على دوافع الشخصيات وصراعاتها الداخلية وعلاقاتها المعقدة بالآخرين والعالم.الوصف الدقيق فهو يعتمد على لغة حية ومفصلة تنقل للقارئ صورة واضحة عن المشاهد والشخصيات والأحداث.البساطة والوضوح فأسلوب تولستوي سهل ومباشر بعيد عن التعقيد مما يجعله مفهوم ومقروء للجميع.التناقضات البشرية حيث يعرض الصراعات الداخلية للإنسان مثل الخير والشر والحب والكراهية والأمل واليأس.القيم الأخلاقية فتناقش أعماله قضايا أخلاقية وتشجع على التواضع والصدق والبساطة.الحياة اليومية حيث يهتم بالأحداث العادية والبسيطة التي تشكل جوهر الحياة. اكتشف أجمل مقتنيات المشاهير من خلال سبسيال التي تعرض لك أشهر الأشياء التي يقتنيها النجوم والمشاهير حول العالم.أعمال ليو تولستوي المترجمة إلى عربيةوإليك أعمال ليو تولستوي المترجمة إلى عربية:الحرب والسلام.آنا كارنينا.البعث.الطفولة والصبا والشباب.القوزاق.ماذا علينا أن نفعل؟.الموتى الأحياء.حكايات شعبية.ملكوت الله في داخلكم.اعتراف تولستوي.لماذا يعتبر تولستوي من أعظم كتاب القرن التاسع عشر؟احتل ليو تولستوي مكانة رفيعة بين أدباء القرن التاسع عشر نتيجة لعدد من الأسباب، أهمها:تجسيد الواقع الروسي في أعماله بصورة دقيقة للمجتمع الروسي وصراعاته.تحليل النفس البشرية حيث قدم شخصيات معقدة تكشف عن أعماق الإنسان وتناقضاته.أسلوبه الأدبي فريد الذي جمع بين البساطة والوضوح والقدرة على الوصف المؤثر.البعد الأخلاقي والفلسفي حيث دعا إلى السلام والصدق والبحث عن الحقيقة مؤثرًا في قادة كبار.الخلود الأدبي حيث ترك أعمال خالدة ما زالت تلهم القراء حول العالم.اقتباسات ليو تولستوي الشهيرةوفيما يلي نستعرض لكم اقتباسات ليو تولستوي الشهيرة، وهي:إنك لا تستطيع أن تحوز قصوراً شامخة من طريق العمل الشريف.حين أقول أحبك وأنا أعنيها سيكون الأمر مثل الجنرال المنهزم الذي يسلم السيف لعدوه.ومتى تعلق إنسان بإنسان آخر فهو لا يرى فيه إلا حسناته وخيره.إذا كنت تبحث عن الكمال، فلن تكون راضيًا أبدًا.يفكر الجميع في تغيير العالم، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.كل العائلات السعيدة متشابهة، كل عائلة غير سعيدة تكون غير سعيدة بطريقتها الخاصة.إن غاية الحياة هي الحصول على السعادة وقد أرادها الله لنا، فمن يطلبها يتمم إرادة الله.الجميع يفكر في تغيير العالم لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.الحب هو الحياة، وإن أنت أضعت الحب فقد أضعت الحياة. يظل ليو تولستوي أحد أعمدة الأدب العالمي فقد تجاوز حدود تصوير المجتمع الروسي ليغوص في أغوار النفس البشرية مطلقًا أسئلة أخلاقية وفكرية ما زالت تلامس القلوب والعقول حتى يومنا هذا، فمن خلال روايتيه “الحرب والسلام” و“آنا كارنينا”، شيد تولستوي عالم أدبي زاخر بالواقعية والعمق محول الأدب إلى وسيلة للتفكير في قيم الحياة والحرية والفضيلة، فقراءة أعماله ليست عودة إلى الماضي فقط بل دعوة للتأمل في حياتنا وقيمنا اليوم.