بعد سنواتٍ من الترقب وعزفٍ منفردٍ في ساحات القضاء، أسدلت محكمة القاهرة الاقتصادية الستار على فصلٍ هام في معركة حقوق الملكية الفكرية، لتعلن عن انتصارٍ مدوٍّ لقامةٍ فنيةٍ بحجم الموسيقار العالمي عمر خيرت، فقد قضت المحكمة بحكمٍ نهائيٍّ يعيد إلى أحضان "قيثارة الشرق" الحق الحصري في استغلال كنوزه الموسيقية، تلك الألحان الخالدة التي أسرت القلوب وشكّلت وجدان أجيالٍ متعاقبة من المصريين والعرب، وعددها يبلغ 91 عملاً موسيقياً من أروع إبداعاته. "قضية عم أحمد" و"100 سنة سينما" تعود إلى عرين مبدعهاتضم قائمة الأعمال التي شملها الحكم القضائي باقةً فريدةً من أروع مؤلفات الموسيقار القدير، تلك التي باتت جزءاً أصيلاً من الذاكرة الجمعية، ونغماتٍ تصدح في الأفراح والأتراح، وترافق لحظات الفخر والانتصار، من بين هذه الدرر الموسيقية الخالدة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: "قضية عم أحمد" التي لامست قلوب البسطاء، وموسيقى فيلم "ليلة القبض على فاطمة" التي أضفت عمقاً على الأحداث، ونغمات احتفالية "100 سنة سينما" التي وثقت تاريخ الفن السابع، بالإضافة إلى موسيقى مسلسلات تركت بصمةً لا تُمحى مثل "ضمير أبلة حكمت" و"البخيل وأنا" و"صابر يا عم صابر"، وصولاً إلى موسيقى فيلم "الإرهابي" التي عبّرت عن صراعٍ وجودي، هذه الأعمال وغيرها تستعيد اليوم حريتها الكاملة تحت مظلة حقوق مبدعها الأصيل.يمكنك متابعة أخبار وإعلانات مشاهير وكل ما يخصهم منمحتوى حصري تجده فقط من خلال تطبيق سبيسيال الذي يعدتطبيق تواصل اجتماعي له مميزات خاصة ومتفردة عن غيرها، حيث يشمل بودكاست يوفر العديد من المزايا الفريدة حيث يمكن أن تطلق بودكاست مع أصدقاءك أو سماع آخرون، كما يوفر التعرف على مقتنيات المشاهير المختلفة. القانون يحمي إرث المبدعينوفي بيانٍ صحفيٍّ يعكس الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز، عبّر رئيس مجلس إدارة شركة "أوثنتيك أرتيست"، الوكيل الحصري لإدارة أعمال الموسيقار عمر خيرت، عن سعادته بهذا الحكم التاريخي، مؤكداً أن "هذا الانتصار لا يخص عمر خيرت فقط، بل هو انتصار لكل فنان صادق وهب عمره للفن، ولكل من يؤمن بجمال الإبداع وحقوق أصحابه"، وأضاف بكلماتٍ تحمل دلالات عميقة أن "الفن الحقيقي لا يمكن مصادرته، وأن القانون هو الضامن الأول لحقوق الفنانين"، ليؤكد على أهمية احترام الملكية الفكرية وحماية إبداعات المبدعين. صون التراث هو حماية للهويةمن جانبه، أكد المستشار القانوني لشركة "أوثنتيك أرتيست"، الدكتور مصطفى جمال، على أن هذا الحكم القضائي جاء تتويجاً لجهود قانونية وفنية متواصلة، هدفها الأسمى هو حماية إرث موسيقي وطني عريق، وأشار إلى أن ما تحقق يمثل تثبيتًا لمبدأٍ راسخٍ وهو أن الحفاظ على التراث الفني الأصيل هو جزء لا يتجزأ من حماية الهوية الوطنية وصونها من أي محاولاتٍ للاستغلال أو التشويه. سنوات من النزاع.. عودة الحق إلى أصحابهتعود تفاصيل هذه القضية إلى اتفاقٍ سابقٍ أبرم بين الموسيقار القدير وإحدى كبرى شركات الإنتاج الفني في مصر، يتعلق باستغلال 91 مقطوعة موسيقية من مؤلفاته لمدة زمنية محددة، وبعد انتهاء المدة المتفق عليها، أبدى الموسيقار رغبته في عدم تجديد الاتفاق، إلا أنه فوجئ بمحاولة الشركة الاستئثار بحقوق هذه الأعمال مقابل مبلغٍ ماليٍّ تم دفعه في بداية التعاقد، هذا الأمر دفع الموسيقار إلى اللجوء للقضاء لاستعادة حقوقه كاملةً، لتشهد أروقة المحاكم على مدار سنواتٍ فصول هذه الملحمة الحقوقية التي انتهت اليوم بعودة الحق إلى نصابه وانتصار مبدعٍ وهب حياته لإثراء الوجدان العربي بألحانه الساحرة.