شهد مهرجان كان السينمائي لعام 2025 لحظة استثنائية عندما وقف الحضور وصفقوا بحرارة وطويلاً للمخرجين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر، بعد فوزهما بجائزة أفضل مخرج عن فيلمهما الجديد “Once Upon a Time in Gaza” ضمن قسم “نظرة ما”. الجائزة لم تكن مجرد تكريم فني، بل اعتراف عالمي بقدرة السينما الفلسطينية على إيصال صوت غزة بلغة إنسانية آسرة ومؤثرة.“كان يا ما كان في غزة”: حكاية درامية تنبض بالحياةالفيلم الذي عُرض لأول مرة خلال المهرجان، يدمج بذكاء بين عناصر الدراما والجريمة والسياق السياسي، ليروي قصة من غزة عام 2007. من خلال علاقة يحيى، الطالب الشاب، بأسامة، صاحب مطعم كاريزمي، نتتبع رحلتهما في بيع المخدرات أثناء توصيل سندويشات الفلافل، قبل أن يتورطا في لعبة قذرة مع شرطي فاسد، وتتسارع الأحداث حتى عام 2009. الفيلم يقدم نظرة حقيقية لحياة الشباب الغزي، ويُسلّط الضوء على التناقضات العميقة في واقعهم اليومي.يمكنك متابعة أخبار وإعلانات مشاهير وكل ما يخصهم منمحتوى حصري تجده فقط من خلال تطبيق سبيسيال الذي يعدتطبيق تواصل اجتماعي له مميزات خاصة ومتفردة عن غيرها، حيث يشمل بودكاست يوفر العديد من المزايا الفريدة حيث يمكن أن تطلق بودكاست مع أصدقاءك أو سماع آخرون، كما يوفر التعرف على مقتنيات المشاهير المختلفة.السينما مقابل الصورة النمطية: “نمنح الناس فرصة لرؤية الحياة”في مقابلة مع Deadline Studio، قال طرزان ناصر إن الهدف من الفيلم لم يكن مجرد توثيق المعاناة، بل كسر الصورة النمطية التي تفرضها وسائل الإعلام. وأضاف:“كل ما نعرفه عن غزة يأتي من لقطات إخبارية ومقابلات مجتزأة. أما نحن، فنروي قصص الناس الحقيقيين، وظروفهم، والقمع الذي يعيشونه، وكيف لا يزالون يصنعون الحياة رغم كل شيء.”بدوره أوضح عرب ناصر أن العمل على الفيلم بدأ منذ عشر سنوات، وأن توقيت عرضه لم يكن مخططًا، لكنه جاء متزامنًا مع واقع أليم تعيشه غزة، قائلاً:“الناس الذين ترونهم في الفيلم، هم من يُقتلون الآن.”فيلم عن غزة… ومن أجل غزة“كان يا ما كان في غزة” هو أكثر من فيلم، هو شهادة إنسانية على صمود شعب محاصر، ورسالة إلى العالم ليرى غزة من الداخل، كما لم تُرَ من قبل. بعيدًا عن الشعارات والتقارير السياسية، ينقل الفيلم حكايات تُشبه الحقيقة، ويحث المشاهدين على التأمل في معنى الحياة وسط الخراب، والمعاناة اليومية التي لا تغيب.العمل يؤكد مجددًا أن السينما قادرة على كسر الحصار، ليس فقط الجغرافي، بل المفاهيمي أيضًا.