رحل القاضي الأميركي فرانك كابريو، المعروف عالمياً بلقب “القاضي الرحيم”، تاركاً وراءه إرثاً لا يُمحى من الإنسانية والرحمة. لم يكن مجرد قاضٍ يصدر أحكاماً، بل كان نموذجاً فريداً يجمع بين العدل والتسامح، بين القانون والرحمة. عرفه العالم بإنسانيته التي عبرت حدود قاعة المحكمة، حتى أصبح رمزاً نادراً في زمن شحّت فيه القلوب الرحيمة.القاضي الرحيم: سيرة ومسيرةفرانك كابريو، المولود عام 1936 باسم فرانشيسكو كابريو، هو قاضٍ ومحامٍ أميركي اشتهر بإنسانيته وأحكامه المفعمة بالرحمة. شغل منصب رئيس قضاة المحكمة البلدية في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند منذ عام 1985، كما ترأس مجلس محافظي التعليم العالي في الولاية لعشر سنوات.نال شهرة عالمية عبر البرنامج التلفزيوني Caught in Providence الذي أخرجه شقيقه، والذي عُرضت فيه جلساته القضائية المختلفة، حيث ظهر بوجهه الإنساني وروحه المرحة. البرنامج وصل إلى ملايين المشاهدين، ورُشّح عام 2021 لجائزة “داي تايم إيمي”.يمكنك متابعة أخبار وإعلانات مشاهير وكل ما يخصهم منمحتوى حصري تجده فقط من خلال تطبيق سبيسيال الذي يعدتطبيق تواصل اجتماعي له مميزات خاصة ومتفردة عن غيرها، حيث يشمل بودكاست يوفر العديد من المزايا الفريدة حيث يمكن أن تطلق بودكاست مع أصدقاءك أو سماع آخرون، كما يوفر التعرف على مقتنيات المشاهيرالمختلفةالقاضي الذي منح العدالة وجهاً إنسانياًلم يكن كابريو قاضياً عادياً؛ فقد جعل القانون قريباً من الناس، وأضفى عليه لمسة أبويّة.في قاعته، كان القانون وسيلة للإصلاح والرحمة، وليس مجرد أداة للعقاب، مواقفه المشهورة في مساعدة الضعفاء، وإعطاء الأعذار للمتهمين، وروح الدعابة التي خففت عنهم رهبة المحاكمة، جعلته رمزاً للعدالة الرحيمة.الرحيل بعد معاناةغيب الموت القاضي الرحيم عن عمر ناهز 88 عاماً بعد صراع مع سرطان البنكرياس.أسرته أكدت نبأ الوفاة في بيان رسمي نشر عبر “فيسبوك”، بعد ساعات من مقطع مؤثر ظهر فيه وهو يطلب الدعاء من محبيه إثر تدهور حالته الصحية.كلمات الأسرة ورسالة الوداعقالت عائلته في البيان: “لقد تركت روحه الدافئة وروح الدعابة أثراً لا يُمحى في قلوب كل من عرفه”. أما هو، فقد ودّع العالم برسالة أخيرة كتبها من سرير المستشفى، عبّر فيها عن امتنانه لكل من أحاطه بالحب والدعاء، مؤكداً أنه مؤمن بقوة الصلاة في منحه القوة لمواجهة أصعب لحظاته.كيف تفاعل الناس مع موته؟خيّم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان وفاته. تفاعل الناس من مختلف أنحاء العالم بكلمات مؤثرة، ورأى كثيرون أن رحيله خسارة للبشرية كلها، وأنه كان مدرسة في الإنسانية قبل أن يكون قاضياً. انتشرت مقاطع فيديو قديمة له، يستذكرها الجمهور بدموع ممزوجة بابتسامة، لأنها عكست جوهر شخصيته المليئة بالتعاطف.لحظات لا تُنسىمن بين المواقف التي بقيت عالقة في أذهان الناس، مقطع حوار طريف جمعه مع امرأة في المحكمة، حيث أدار الجلسة بروح مرحة، فتحولت اللحظة القانونية إلى مشهد إنساني كوميدي يُظهر كيف يمكن للقضاء أن يكون قريباً من القلب.إرث خالدبوفاته، فقد العالم أحد القضاة القلائل الذين أثبتوا أن العدل لا يكتمل إلا بالرحمة. إرث فرانك كابريو سيبقى حاضراً في ذاكرة الناس، وسيظل اسمه يُذكر كرمز للإنسانية، وكقاضٍ جعل من منصته رسالة عالمية في نشر التسامح والرحمة.