شريهان نجمة لا تغيب ولن تتكرر أسطورة سحرت الأجيال بأدائها

الأسطورة شريهان فنانة استعراضية شاملة تعد من أهم الفنانات المصريات والوطن العربي التي لها فوازير لاتنسي، فضلاً عن أدوارها في الكثير من المسرحيات والأفلام الكثيرة، توقفت عن العمل الفني في عام 2002 وذلك بعد تعرضها للمرض، ولكنها عادت من جديد، وبرعت في الفن بكافة أنواعه وألوانه شقاوتها وأدائها المميزة جعل لها ملايين من المشاهدين والمتابعين من أجيال مختلفة، ونتعرف عليها أكثر في هذا المقال.

نشأة شريهان ورحلة طفولتها المبكرة اسمها الكامل شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، مواليد ٦ ديسمبر ١٩٦٤ في مدينة القاهرة. ممثلة مصرية وواحدة من رواد الفن الاستعراضي. ولدت داخل عائلة فنية ذات أصل معروف ورفيع الشأن حيث كان يعمل والدها وقتها بالمحاماة ، وتكون والدتها هي السيدة " عواطف محمود هاشم" من أهم سيدات الأعمال المعروفات بأصل عائلي مرموق، والتي كانت تعمل أيضًا عارضة أزياء بالسابق. كانت شريهان تعشق الغناء والرقص منذ صغرها، فتعلمت الباليه أثناء دراستها، لها ابنتين لؤلؤة وتاليا. انطلاقتها الأولى على المسرح والتلفزيون بدأت شريهان مسيرتها الفنية للمسرح في مسرحية "سُك على بناتك" من بطولة وإخراج الأستاذ فؤاد المهندس وتأليف الكاتب المسرحي لينين الرملي، وشارك في البطولة سناء يونس، محسن محيي الدين، أحمد راتب، ومحمد أبو الحسن، قامت بدور سوسو" الابنة الصغري الشقية للدكتور رأفت وبناته الثلاثة، ثم شاركت بمسرحية إنت حُر والمهزوز مع الفنانة محمد صبحي، حتى عاودت العمل مع النجم فؤاد المهندس في مسرحية علشان خاطر عيونك، وأخيرًا بنجاح باهر في مسرحية شارع محمد علي مع الفنانين فريد شوقي وهشام سليم، وحيد سيف وغيرهم.

تأثير شريهان على فن الرقص الشرقي كانت شريهان بارعة في الرقص الشرقي الاستعراضي ومسيرتها الفنية خير دليل في الكثير من المسرحيات والفايز المليئة بمشاهد الاستعراض التي يعشقها الكثير من الجماهير العربية وخاصة السيدات والبنات، حيث أسهم ذلك في انتشار مدارس الرقص الشرقي والاستعراض، وأيضًا اتجهت شركات الإنتاج إلى تنفيذ المزيد من هذه النوعية.

مسيرتها السينمائية الحافلة بدأت شريهان مشوارها الفني السينمائي عندما قام باكتشافها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بعد أن قابلها مع أخوها شقيقها الراحل عمر خورشيد، لتكون بدايتها السينمائية بفيلم “ربع دستة أشرار” ثم "قطة على نار"، لتنطلق نحو أعمال سينمائية كثيرة وحافلة.

أفلامها المميزة التي أثرت في السينما العربية ساهمت شريهان بأفلام مميزة أثرت في السينما المصرية والعربية ومنها: جبر الخواطر، الحب والرعب، خلي بالك من عقلك، ريا وسكينة، سوق النساء، العشق والدم، العقرب، فضيحة العمر، قطة على نار، قفص الحريم، كريستال، المتشردان، مدام شلاطة، المرأة والقانون، ميت فل، مين فينا الحرامي، يوم حار جدًا.

أعمالها المسرحية والدرامية في عام ١٩٨٥ كان ضمن نجاحها في المسرح من خلال تعاون شريهان مع محمد صبحي في مسرحية " المهزوز" وجسدت شريهان من خلالها شخصية " فيفي"، وتدور أحداث المسرحية حول مفهوم الحرية، وكيفية استخدامها بشكل صحيح، وحدود حرية الإنسان، والنتائج المترتبة عليها من خلال سلسلة من المواقف الكوميدية، وشاركت في بطولة المسرحية محمود القلعاوي، هناء الشوربجي، ناجي سعد، صلاح عبد الله، وأحمد آدم.

ثم في عام ١٩٨٧ ظهرت مع الأستاذ الفنان فؤاد المهندس مرة أخرى في مسرحية " علشان خاطر عيونك" ولفتت النظر فيها بموهبتها.

حياتها الشخصية وزواجها المبكر تزوجت شريهان في سن مبكر من الأمير المغربي علال الفاسي، ولكن زواجهما لم يدم طويلًا فقد انفصلا بعد عدة أشهر من زواجهما، لأنه كان شديد الغيرة عليها، مما تسبب في مشاكل بينهم، ثم وتزوجت من رجل أعمال أردني يدعى "علاء خواجة" ولها ابنتين لؤلؤة وتاليا.

معاناة شريهان مع المرض وكيف تغلبت عليه؟ أصيبت شريهان بشلل مؤقت، وذلك بسبب حزنها الشديد على وفاة أخيها عمر خورشيد الذي كان لها بمثابة الأب الروحي، حيث لقى مصرعه في حادث سيارة عام ١٩٨١، كما أصيبت بصدمة أخرى أصابتها بحزن شديد بعد وفاة والدتها، إثر إصابتها بسرطان في القلب عام ١٩٨٧.

قد تعرضت لحادث مروع عام ١٩٨٩ لتنقلب سيارتها عدة مرات وتصاب بكسور في العمود الفقري والحوض، وإضافة إلى إصابات متفرقة في باقي جسمها،ووقتها فقدت شريهان القدرة على الحركة، وأصبحت ممدة على السرير في منزلها، تنظر إلى سقف غرفتها، ليظهر بصيص من الأمل عندما تقرر سفرها بطائرة خاصة لفرنسا والخضوع لعملية جراحية، استغرقت حوالي ١٠ ساعات، خرجت بعدها للعناية المركزة، ولكنها خالفت أوامر الطبيب المعالج بالالتزام بالراحة وأصرت على النهوض من سريرها والحركة، وكأنها تقول للجميع بأنها ستعوض أقوى من ذي قبل.

وفي عام ٢٠٠٢ أصيبت بسرطان الغدد اللعابية أحد أشرس أنواع السرطان، فغابت شريهان عن جمهورها لخوض أشرس معركة يمكن أن يخوضها الإنسان، وأجرت العديد من العمليات، وعانت في اختلال الوزن، فكان أحيانًا ينقص وزنها إلى ٣٧ كيلو ثم يزداد إلى ١١٧ كيلو، وأحيانًا تتغير ملامحها حتى كان لا يعرفها أحد.

واستعانت النجمة شريهان على المرض بحب الجمهور الذي اعتبرها ابنته وحبيبته، وكانوا يدعون لها، وعبادات وتقربها لله، فاستجمعت قواها انتصرت في معركتها مع الألم.

ولقبت بنجمة الأحزان من وقتها نتيجة تعرضها لأزمات متعددة في حياتها، حيث قامت شيريهان بأخذ بعض الأطباء بخصوص إجراء بعض التعديلات والعمليات التجميل بوجها من وراء تأثير المرض اللعين عليها، ولكن بادروا بالرفض الشديد نظرا لتميز النجمة بوجهة رائع وملامح مميزة، ومن وقتها اقتنعت وبدأت رحلة التعافي الكامل وعودة الثقة لرجوعها الشاشة.

عودة شريهان من جديد كان قد أعلن الكاتب الدكتور مدحت العدل في وقت سابق أنه في مرحلة كتابة عمل فني مسرحي للفنانة والنجمة المصرية شريهان، لتكون بداية عودتها لجمهورها الكبير والعريق بالوطن العربي بعد غياب طويل وصل ل 20 عاما عن واشار أن الفنانة متحمسة جدًا للعمل والتحضيرات، وهي مسرحية «كوكو شانيل.

ثم عاود التعاون بتصريحات حول عمل فني درامي جديد ومقبل مع الفنانة يتم التحضير له حاليا بميزانية ضخمة، حيث سوف ينافس في ماراثون دراما رمضان 2024 أو 2025 فور الإنتهاء من التصوير، وسيكون العمل في شكل 15 حلقة فقط.

وفي هذا الصدد أيضًا كشف المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية تحضيره لتعاون فني ضخم للفنانة شريهان خلال الفترة المقبلة وأن العمل سيكون مفاجأة.

ويُذكر أن من آخر الأعمال الدرامية التي قدمتها شريهان كان ما يقرب من 26 عامًا تقريبًا، من خلال مسلسل “دمي ودموعي وابتسامتي” عام 1997، الذي حققت به نجاح باهر بالعالم العربي، وكان يشاركها فيه البطولة كل من الفنانين نبيل الحلفاوي ، وليلى فوزي، وأيضًا أحمد خليل، ما حسن كامي، بالتعاون محمد رياض، هذا العمل كان من تأليف العالمي إحسان عبدالقدوس، وإخراج المخرج الكبير تيسير عبود.

وفي الختام لا نستطيع إنهاء حديثنا عن الجميلة شكلاً وموضوعًا الفنانة والنجمة الكبيرة شريهان التي حققت نجاحات باهرة في حياتها حتى أصبحت ايقونة من ايقونات الفن المصري والعربي الاستعراضي، من خلال مشاركتها في العديد من المسرحيات والمسلسلات والأفلام كما ذكرنا لتكون فنانة شاملة وثقيلة، وتعد مثالا يُحتذى به في إصرارها، ونجاحها، وموهبة بمعنى الكلمة، وسيُخلد التاريخ ذكراها، وسوف تحقق المزيد من النجاحات، فهي راقصة وفنانة وتقدم الفوازير أيضًا، ويجب علينا أن نتحدث عنها دائمًا حتى يعرف الناس عن نجاحاتها.