يعتبر فلاديمير بوتين واحد من أبرز الأسماء السياسية في كافة دول العالم في الفترة الأخيرة الماضية حيث لعب دور محوري في إعادة صياغة ملامح روسيا الحديثة على المستويين الداخلي والخارجي، فمنذ توليه السلطة في أواخر التسعينيات من القرن العشرين عمل على تعزيز سلطته وإعادة بناء مؤسسات الدولة الروسية في مختلف المجالات، وهو ما جعله شخصية جذابة تجمع بين الإعجاب بدوره في تقوية روسيا والانتقاد الحاد لأساليبه السلطوية وسياسته الخارجية التصادمية، تابع معنا للتعرف على تفاصيل أكثر.تواصل مع نجومك المفضلين بشكل أسهل وأسرع عبر تطبيق تواصل اجتماعي سبسيال يتيح لك تبادل الرسائل والصور بسهولة.النشأة والبدايات في سانت بطرسبرغفلاديمير بوتين هو الابن الوحيد لـ فلاديمير وماريا بوتين بعد وفاة أخويه في طفولته خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ولد يوم 7 أكتوبر 1952 في مدينة لينينغراد والتي تسمى سانت بطرسبرغ في الوقت الحالي والتي نشأ وترعرع بها في أسرة فقيرة الحال حيث كانت والدتع تعمل في مصنع بينما خدم والده في البحرية السوفيتية ضمن أسطول الغواصات ثم شارك في الحرب العالمية الثانية وأصيب عام 1942، وفي 1 سبتمبر عام 1960 بدأ بوتين دراسته في المدرسة رقم 193 قرب منزله بشارع باسكوف وكان من القلائل في صفه الغير المنضمين إلى منظمة الرواد، وفي سن الثانية عشر بدأ تدريباته على رياضتي السامبو والجودو، كما درس اللغة الألمانية في المدرسة الثانوية رقم 281 في سانت بطرسبرغ ويتقن التحدث بها.التحق في عام 1970 بكلية القانون في جامعة ولاية لينينغراد والتي تعرف اليوم بجامعة ولاية سانت بطرسبرغ وتخرج منها عام 1975 بأطروحة حول مبدأ الدولة الأولى بالرعاية في القانون الدولي، وخلال دراسته انضم إلى الحزب الشيوعي السوفيتي وظل عضوًا فيه حتى عام 1991، وهناك تعرف على أستاذه أناتولي سوبتشاك الذي لعب دور محوري في صياغة الدستور الروسي لاحقًا كما شكل علاقة متبادلة التأثير في المسارات السياسية لكل منهما.من ضابط في الـ KGB إلى قمة السلطةبعد سقوط حكومة ألمانيا الشرقية اضطر بوتين إلى ترك عمله في المخابرات السوفيتية بسبب الشكوك حول ولائه خلال احتجاجات درسدن ثم عاد إلى لينينغراد عام 1990 وعمل لفترة قصيرة في جامعة لينينغراد أثناء إعداده لأطروحة الدكتوراه، وأثناء عمله في الجامعة، راقب الطلاب وبحث عن مجندين للمخابرات وجدد علاقته بأناتولي سوبتشاك الذي أصبح عمدة لينينغراد، وقد استقال من المخابرات في أغسطس 1991 خلال محاولة الانقلاب ضد غورباتشوف معلنًا رفضه للانقلاب رغم صعوبة القرار.في منتصف التسعينيات انتقل بوتين إلى موسكو وبدأ بالصعود سريعًا في المناصب داخل الإدارة الرئاسية، وفي عام 1998 عين رئيسًا لجهاز الأمن الفيدرالي (FSB) ثم أصبح رئيس للوزراء في 1999 ومع نهاية نفس العام استقال الرئيس بوريس يلتسين وعين بوتين رئيس مؤقت.وفي مارس 2000 انتخب رئيس لروسيا وأعيد انتخابه في 2004، وبسبب قيود الدستور تولى رئاسة الوزراء في 2008 بينما تولى ديمتري ميدفيديف الرئاسة، ثم عاد بوتين رئيس في 2012 بعد تمديد فترة الولاية إلى ست سنوات وأعيد انتخابه في 2018.أبرز القرارات التي شكلت وجه روسيا الحديثةلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور محوري في توجيه سياسة روسيا في الشرق الأوسط من خلال التدخلات المباشرة والعلاقات الثنائية والمناورات التكتيكية، وأبرز قراراته:سعى بوتين منذ 2007 لتعزيز الشراكة مع إيران في مجالات الطاقة والنووي والدفاع من خلال زيارات رسمية واتفاقيات استراتيجية كمشروع بوشهر وصفقات كصواريخ إس-300 مؤكدًا دعم روسيا للبرنامج النووي السلمي الإيراني وتعميق التعاون الاقتصادي والسياسي.عزز بوتين علاقات بلاده مع السعودية عبر زيارات رسمية منذ 2007 تركزت على التعاون في الطاقة والدفاع وشهدت دفعة قوية في 2019 و2023 من خلال التنسيق في أوبك+ وصفقات محتملة في السلاح والطاقة.منذ غزو العراق عام 2003 سعى بوتين لتعزيز نفوذ روسيا عبر رفض الاحتلال الأمريكي وتوسيع الاستثمارات النفطية ودعم التعاون مع بغداد في مجالي الطاقة والدفاع خاصة من خلال أوبك+ وشركات كلوك أويل وروسنفت.استغل بوتين تراجع النفوذ الأمريكي بعد 2013 لتعزيز علاقاته مع مصر فكان من أوائل الداعمين للسيسي وعمق التعاون الثنائي بزيارات رفيعة ومواقف داعمة سياسياً واقتصادياً.رغم التوترات بين بوتين وحكومة أنقرة حافظ على شراكة استراتيجية مع تركيا خاصة في الطاقة والدفاع حيث عبر مشاريع كتركستريم وأكويو وصفقة إس-400 مستفيدًا من تباعد أنقرة عن الغرب.أزمات وتحديات خلال سنوات حكمهمنذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة اصطدم بجملة من الأزمات والتحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأبرزهم:الأزمة الاقتصادية حيث تأثر الاقتصاد الروسي بانخفاض أسعار النفط بجانب تأثير العقوبات الغربية التي طالت عدة قطاعات.شهدت مدن روسية كبرى مظاهرات متفرقة بسبب قضايا الفساد والانتخابات مما يعكس تزايد الغضب الشعبي.أثار ضم روسيا لشبة جزيرة القرم في عام 2014 إلى حدوث توتر مع أوكرانيا والغرب وأسفر عن عقوبات اقتصادية عليها.أدى دعم روسيا لانفصاليي الشرق الأوكراني إلى تصاعد الصراع والتوترات على المستويين الإقليمي والدولي.التدخل في الشؤون الداخلية حيث واجهت روسيا اتهامات بالتدخل في انتخابات دول أخرى ما أدى إلى توتر علاقاتها مع الغرب.تدهورت علاقات روسيا مع الغرب في عهد بوتين نتيجة الخلافات السياسية والملفات الإقليمية مما زاد التوترات الجيوسياسية. تابع محتوى حصري لا تجده في أي مكان آخر، وحظى بمزايا لا يمكن لك تفويتها من خلال سبسيال الموقع الأكثر شهرة حول العالم.بوتين والإعلام… صورة الزعيم القويفي عام 2007 تم اختيار بوتين شخصية العام لمجلة تايم كما أدرج ضمن قائمة تايم 100 لأكثر الشخصيات نفوذًا في العالم عام 2008، في ديسمبر من نفس العام أثنى غورباتشوف على دور بوتين في إخراج روسيا من الفوضى، لكنه انتقد قمع الإعلام والانحراف عن الديمقراطية، وفي 2011 وخلال احتجاجات الانتخابات دعا غورباتشوف بوتين لترك السياسة بدلًا من الترشح لولاية ثالثة، تعرض بوتين لانتقادات واسعة خاصة على الإنترنت حيث تم تمويل شبكة من المدونين الموالين له كما كشفت برقيات أمريكية تسربت عبر ويكيليكس عام 2010 عن وصفه بكلب ألفا ومقارنته بباتمان. واعتبار روسيا تحت قيادته دولة فاسدة وأوتوقراطية متحالفة مع الفساد والجريمة وهو ما نفاه بوتين بشدة، وصف بوتين من قبل معارضين وغربيين بأنه ديكتاتور حيث شبهته ماشا غيسن ولوكاشينكو ووصفه ديفيد ميلباند وميت رومني بأنه تهديد عالمي، وتصاعدت الاحتجاجات ضده في 2011 ضد انتخابات مزورة، وفي 2014 اتهمه البطريرك فيلاريت بإراقة دماء الأوكرانيين كما انتقده الدالاي لاما لعزل روسيا فيما أطلق عليه مشروع مكافحة الفساد لقب شخصية العام لدوره في تعزيز الجريمة المنظمة. تواصل مع نجومك المفضلين بشكل أسهل وأسرع عبر تطبيق تواصل اجتماعي سبسيال يتيح لك تبادل الرسائل والصور بسهولة. فلاديمير بوتين واحد من الشخصيات المحورية التي لها تأثير كبير لا يمكن الإغفال عنه في السياسة العالمية، ويرجع ذلك لتأثيره الكبير على روسيا والعالم حيث يوضح خليط معقد من القوة والحكمة الاستراتيجية والطموح مما يجعل فهم شخصيته ضروري لاستيعاب العديد من تغييرات العصر الحديث.