أصبحت عائلة ويتاكر (Whittakers) واحدة من أشهر العائلات في أمريكا بسبب تاريخها المعقد مع زواج الأقارب، حيث جعلت العيوب الجينية المدمرة بعض أفراد هذه العائلة يتواصلون من خلال الهمهمات والنباح بدلاً من الكلمات أو لغة الإشارة.من هي عائلة ويتاكرتعيش هذه العائلة في أمريكا، على بعد 75 ميلاً من تشارلستون، وبدأ زواج الأقارب من الأخوين التوأم المتطابقين، “هنري وجون”، حيث تروج أبناؤهما من ببعضهم البعض، واحدة من أغرب القصص والعائلات التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة وجذبت أنظار العالم نحوها، نظرًا للحالة الغريبة التي يعيشها أفراد هذه العائلة التي تعاني دائمًا من إنجاب أطفال من ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية، لذلك صب الاهتمام على هذه العائلة كونها واحدة من العائلات المختلفة والتي تتعايش على الرغم من الأحداث.أنجب هاري وزوجته سالي سبعة أطفال، كان من بينهم “جون إيسوم ويتاكر”، الذي ولد عام 1882، ووقع جون في حب “آدا ريج”، ابنة عمه الأولى، واستمر الثنائي في الإنجاب لينجبوا تسعة أطفال، كانت بينهم ابنتهما “جرايسي إيرين ويتاكر” التي ولدت في عام 1920.عندما كبرت جرايسي، تزوجت من ابن عمها، “جون إيموري ويتاكر”، في عام 1935، وأنجبا معاً 15 طفلاً، وبشكل مأساوي، عانى العديد من أطفالهم من إعاقات جسدية وعقلية شديدة، يُعتقد أنها كانت نتيجة زواج الأقارب.توفي طفلهما الأكبر، “أيلين”، في يونيو 1997 بعد إصابته بنوبة قلبية، بينما توفي ابنهما “إيمري” بعد شهر من ولادته عام 1938 بعد إصابته بالتهاب رئوياليوم، أصبحت بيتي، التي ولدت عام 1952، ربة الأسرة بعد أن وعدت والدتها بأنها لن تتزوج حتى تتمكن من رعاية أشقائها.حياة مأساوية وطرق تواصل غريبةتمت مقابلة “بيتي” مع إخوتها “راي ولورين” من قبل صانع أفلام وثائقية زار العائلة، الذي تبين له أن “راي ولورين”، اللذان لديهما ابن اسمه تيمي، لا يستطيعان التحدث بشكل صحيح ويقومان بإصدار أصوات بدلاً من استخدام الكلمات، لكنهما لا يزالان قادرين على فهم بعضهما البعض.قال أحد أفراد الأسرة: "إنهم يفهمون ما تتحدث عنه، وإذا لم يعجبهم الحديث، فإنهم يبدأون في الصراخ، لجعلك تعرف أنهم لا يحبون هذه الفكرة".لم يحصل المصور “مارك لايتا” على ترحيب عندما ظهر لأول مرة لمقابلة العائلة في عام 2004، حيث تعرض للتهديد بالسلاح من قبل أحد الجيران، لكنه أصبح صديقاً ل “آل ويتاكر” فيما بعد، وبقي مقرباً منهم لمدة 20 عاماً.قال "لايتا" إنه عند مقابلته لهذه العائلة في المرة الأولى شعرت وكأنه يشاهد شيئاً يشبه فيلم الرعب، وقال: “جئنا إلى هذا الطريق الذي يتحول إلى طريق ريفي، ومن ثم يتحول إلى طريق ترابي، ودخلنا إلى هذه المقطورة ثم كوخ صغير على الجانب الآخر من الطريق”، وأضاف: "وهناك رأينا هؤلاء الأشخاص يتجولون وأعينهم تتنقل في اتجاهات مختلفة وبدا أنهم ينبحون علينا، كما التقينا رجلاً غريباً، إذا نظرت في عينيه أو قلت أي شيء كان يصرخ ويذهب بعيداً، وسرواله يسقط حتى أسفل قدميه، يركض بعيداً ويركل سلة المهملات ".وبعد أن عرض عليهم التقاط صورة، سمح له “آل ويتاكر” بالتقاط بعض الصور، وبيّن لايتا أن بعض الجيران والأقارب يقومون بحمايتهم ولا يرحبون بالأشخاص الذين يأتون للسخرية من عائلة ويتاكر.في عام 2020، نشر “لايتا” فيلماً وثائقياً عن حياة “عائلة ويتاكر”، والذي حاز على أكثر من 30 مليون مشاهدة، وقام بإنشاء صفحة GoFundMe في عام 2022، والتي ساعدت في جمع المال للعائلة.عند زيارة العائلة بعد تلقيهم التبرعات السخية، وجد المخرج أنهم أنفقوا المبلغ بالكامل على التحسينات المنزلية، بما في ذلك السقف، وتجديد المطبخ، وقاموا بشراء شاحنة جديدة.تُعد قصة عائلة ويتاكر مثالاً مؤلماً على الآثار السلبية لزواج الأقارب وتأثيره على الصحة الجينية والنفسية للأفراد.وبذلك تكون قصتهم محط اهتمام الباحثين والوثائقيين.