بعد سنوات من حكم بشار الأسد، اجتاح السوريون القصر الرئاسي في دمشق، الذي طالما كان رمزًا للقوة والسيطرة.لحظة التحرر الشعبياحتفل العشرات من المواطنين بانهيار النظام، وتدفقوا إلى قصر تشرين في حي المهاجرين، حيث قاموا بتدمير الصور والملصقات التي كانت تزين الجدران، وكتبوا شعارات تعبر عن الغضب والفرح في ذات الوقت. هذه اللحظة كانت بمثابة النهاية لفترة طويلة من القمع والاحتكار السياسي، حيث كان الشعب السوري يعبر عن فرحته بإسقاط نظام حكم تواصل لعقود.ما وجد في مكتب الأسدداخل مكتب الرئيس السابق، الذي هرب إلى روسيا، كان هناك مشهد مريب: أوراق وكتب مبعثرة على الأرض وكأنها تعكس الفوضى التي حلت بالنظام. من بين الأشياء التي عثر عليها كانت خريطة لشمال شرق سوريا، وكتاب عن تاريخ الجيش الروسي، وسيرة ذاتية لبشار الأسد نفسه.لكن الأمر الأكثر غرابة كان العثور على حبوب مضادة للقلق والاكتئاب على المكتب، مما يعكس ربما حالة نفسية غير مستقرة كان يعيشها الرئيس السابق. إضافة إلى ذلك، تم العثور على خريطة للجولان السوري المحتل، وصور للعائلة الأسد، ميداليات وهدايا من دول غربية، ما يعكس العلاقة التي كانت تربط النظام بالعديد من الأطراف الدولية.التغيير العسكري والسياسي بعد السقوطمع سقوط النظام، انتشرت الفصائل المسلحة عند مداخل القصر الرئاسي لتأمينه.مصطفى حسن، أحد المسلحين الذين شاركوا في هذه العملية، عبر عن شعوره قائلاً: “لقد انتهى الكابوس”، مؤكدًا أن المعركة التي بدأت عام 2011 قد انتهت، لكن الطريق إلى بناء الدولة السورية ما زال طويلًا.الآن، يواجه السوريون تحديات جديدة تتمثل في إعادة بناء العلاقات مع الدول الأخرى واستعادة الاستقرار. وفي هذه الأثناء، كانت الاحتفالات تعم ساحة الأمويين وسط دمشق، حيث تجمع الآلاف من السوريين للاحتفال بسقوط الأسد، في مشهد يعكس بداية مرحلة جديدة من التاريخ السوري بعد سنوات من الحرب والمواجهات. يمثل انهيار نظام الأسد نقطة تحول كبيرة في تاريخ سوريا، بعد أكثر من 12 عامًا من الصراع الداخلي. ومع تفكك السلطة، بدأ السوريون في التفكير في المستقبل الذي سيعتمد على السلام الداخلي واستعادة العلاقات مع العالم الخارجي. وعلق الفنان جورج وسوف على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”: "أتمنى لسوريا وطني مستقبلا مشرقا جامعا تسوده المحبة والاستقرار والازدهار، مستقبلا يليق بشعبها الغالي".