أعادت إيران إحياء مشهد مهيب يحمل دلالات دينية وسياسية عميقة، حيث رُفعت “الراية الحمراء” فوق مسجد جمكران في مدينة قم، عقب الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيرانية حساسة، طالت منشآت نووية ومقرات عسكرية، وأدت إلى مقتل قيادات بارزة.هذا التصعيد العسكري أعاد إلى الواجهة خطاب الثأر والرد الحاسم، مدعومًا برمزية لطالما حملت في طياتها وعدًا لا يُنسى: “الدم لا يُترك دون حساب”.رمزية الراية الحمراء: ثأر تاريخي وهوية وطنيةتحمل الراية الحمراء في الثقافة الإيرانية دلالات عميقة تعود إلى فاجعة كربلاء، وترمز إلى المطالبة بالثأر لدماء من قُتلوا ظلمًا. هي ذات العبارة المكتوبة عليها منذ قرون: “يا لثارات الحسين”. تاريخيًا، كانت تُرفع فوق منازل من يسعون للثأر، ولا تُنزَل إلا بعد القصاص. كما تُعد من رموز الهوية الوطنية الإيرانية، وتجسّد الشجاعة والقوة في القتال، إلى جانب كونها أحد ألوان العلم الإيراني.مواقف سابقة وتاريخ من الوعيد والردرفع الراية الحمراء ليس سابقة؛ بل شهدت إيران مواقف مشابهة، أبرزها في عام 2020 عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، حيث رفرفت الراية فوق مسجد جمكران إلى أن ردّت إيران باستهداف قواعد أمريكية في العراق. وها هي اليوم تُرفع من جديد في رسالة واضحة: “الثأر قادم”. رفع الراية تزامن مع دعوات متكررة للانتقام، ووعود رسمية بأن الرد سيكون مختلفًا هذه المرة.يمكنك متابعة أخبار وإعلانات مشاهير وكل ما يخصهم منمحتوى حصري تجده فقط من خلال تطبيق سبيسيال الذي يعدتطبيق تواصل اجتماعي له مميزات خاصة ومتفردة عن غيرها، حيث يشمل بودكاست يوفر العديد من المزايا الفريدة حيث يمكن أن تطلق بودكاست مع أصدقاءك أو سماع آخرون، كما يوفر التعرف على مقتنيات المشاهير المختلفة.إيران تتوعد إسرائيل بمصير مريرتوالت التصريحات النارية من القيادة الإيرانية عقب الهجوم. المرشد الأعلى علي خامنئي وصف ما جرى بأنه “جريمة لن تمر دون رد”، وتوعد بـ”عقاب شديد”. كما أكد محمد باقر، رئيس البرلمان، أن “الانتقام آتٍ لا محالة”، فيما أعلنت هيئة الأركان العامة أن الرد سيكون بلا حدود أو قيود، مؤكدة أن “يد الانتقام ستطول الكيان الصهيوني وداعميه”.اغتيالات مدوية تهز الداخل الإيرانيالهجوم الإسرائيلي لم يكن عاديًا، إذ استهدف قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، على رأسهم اللواء حسين سلامي، إلى جانب اللواء محمد باقري، واللواء غلام علي رشيد. كما طال الهجوم علماء نوويين وأكاديميين كبار، من بينهم أحمد رضا ذو الفقاري، وفريدون عباسي. وتقارير إعلامية تحدثت عن إصابة مستشار الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بجراح خطيرة، وسط أنباء عن اغتيال رئيس جامعة آزاد، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا، ويزيد من احتمالات التصعيد.