رمز الأناقة ليس فقط في الشكل، وإنما تبين ذلك جيدًا من خلال حديثها معنا، تجمع بين الجمال الداخلي والخارجي، إذ أن لديها ثقافة في مختلف المجالات وحُسن حديث، شرفت بلادها بإنجازاتها في عالم الأزياء، وتحدت صعوبات كثيرة هي يارا بيشي ممثلة فلسطين في مسابقة ملكة جمال الأرض، والتي أجرى سبيسيالي حوارًا معها وتحدثت فيه من قلبها حول كواليس حصولها على لقب ملكة جمال الأرض وأحلامها وطموحاتها وصعوبات مجال الأزياء، وأشياء عدة تجدونها في الحوار التالي:بداية.. بماذا تعرف يارا نفسها للجمهور انسانيا؟داعية للسلام، الانسانيّة والمساواة الجّندريّة قبل كل شي، أؤمن أن تقدمي وإنجازاتي المحليّة والعالميّة هم جزء كبير من تعريفي لنفسي كعارضة أزياء، أنا ملكة جمال ومحاميّة تدعو للمساواة بين الجّنسين والسّلام. شغفي لتحقيق هذه الانجازات والتميّز هو جزء من كياني كامرأة تريد ترك بصمة نجاح، سلام، محبة، طيبة وانسانيّة بكل مكان اتواجد به او يصل اليه تأثيري. أن تولدي فلسطينية هذا فخر بالطبع لكنه يكلفك أعباء إضافية عن أي جنسية أخرى وسط الظروف الصعبة التي تشهدها فلسطين، فكيف تحديتِ ذلك وصرتِ يارا الناجحة المشهورةبشكل عام الحياة اللتي نعيشها ليست سهلة حيث أن حياتنا تتوقف كل نصف سنة تقريبا بسبب الحروبات والأوضاع غير المستقرّة ما يوقفأعمالنا وحياتنا لفترات زمنيّة متكرّرة وهٰذا يخلق صعوبات ويشكّل عائق كبير بوجه احلامنا ورغبتنا بالتّقدم والابداع. قبل سفري للمسابقة مررت بالكثير من الصعاب اللتي تتمثّل باغلاق اماكن الخياطة واغلاق الشوارع وهذا زاد مراحل التحضيرات صعوبة وخطورة. لكن، رغم هذا انا احوّل المصاعب اللتي نمرّ بها للوقود اللذي يبقيني مستمرّة فاصنع من هذا الألم محفّزات للمضي قُدمًا لتحقيق الاحلام وترك بصمة تغيير ايجابيّة ببلادي وبالعالم. متى بدأ اهتمامك بمجال الأزياء؟كنت دائما احب التصوير ومنذ جيل المراهقة لاحظ الجميع من حولي انّ لديّ نوع جديد ومُلفت في حركاتي ووضعياتي بالصور بالإضافة لمشية الcatwalk اللتي ميزتني، من هنا بدأت بتطوير نفسي وبدأت حوانيت الموضة، المصممين، الصالونات وخبيرين المكياج بالتواصل معي لأيام تصوير وعروض. ادركت انّه لديّ الكثير من القدرات والصّفات المطلوبة لهذه المهنة موجودة بمظهري وشخصيتي.شخصيًا عندما اختار دخول مجال معيّن فادخله من بابه الواسع حيث فور دخولي هذا المجال اعلنت قراري انّني سوف اتّجه للعالمية ولا اقبل ان احقق انجازات اقلّ من الانجازات العالمية اللتي استحقها، وها انا ذا احققها بجيل صغير. بعد ذٰلك بدأوا بالتواصل معي من مكاتب اعلانات، مسابقات جمال ولأدوار تمثيليّة فقررت ان اضيف هذه التفرّعات لمجالي وكما رأى الجميع اتّخذت قرار مصيري لي ولبلدي واللذي هو دخولي لعالم القاب الجّمال العالميّة. لقب miss earth مهم، ما كواليس استعدادتك وكيف طورتِ ذاتك للوصول لهذه المكانة والتتويج بها؟هذا سؤال مهم جداً لأن كل ما شاركته كان من لحظات النجاح واللتي هي خلال المسابقة في استوديوهات التصوير العالميّة وعلى المسارح كملكة جمال، ولم يرى احد كمية التعب، الجهد والمصاعب اللتي مررت بها بآخر 3 أشهر قبل سفري للفيتنام لتمثيل بلدي بالمسابقة العالمية ملكة جمال الأرض - Miss Earth. بعد ان ازدادت شهرتي كعارضة ازياء مع خبرة في بلدي وبعد تقديمي لمقابلات تمّ منحي لقب الجمال و تمّ اختياري لتمثيل بلدي في ملكة جمال الارض. لقد قمت بتقديم تفاصيل انجازاتي بمسيرتي المهنيّة كعارضة ازياء، مقاساتي وتفاصيل كثيرة اخرى حيث ان القبول لمسابقة جمال الارض يُعتبر اصعب قبول من بين كل الألقاب.بعد هذه المرحلة أتت مرحلة الفيديوهات ال7 اللتي بها تقوم كل ملكة جمال بتعريف ذاتها وبلدها، حيث قمت بها بالشرح عن نفسي، انجازاتي، بلدي وثقافتنا الرائعة والراقية جداً. من الجدير بالذكر انّني من كتب النّص، انتج واخرج الفيديوهات حيث اخترت المصوّرين وخبيرين المكياج وكامل الطاقم اللذي كان يشترك بكل يوم تصوير.بعد هذه المرحلة الصعبة اتت مرحلة اصعب واللتي هي تجهيزات التصاميم وكل ما سأحتاجه خلال المسابقة فلحسن حظي انّي اعمل كعارضة ازياء وقد استطعت ان اضمّ اليّ اكبر حوانيت ومصممين ازياء في بلادي وسافرت للمسابقة مع تصاميمهم الراقية المتميّزة.هذا كله جزء صغير من التحضيرات والضغوطات اللتي ممرت بها وحللتها لوحدي لكي أضمن تمثيلي لبلدي باحسن صورة. ما صعوبات مجال الأزياء برأيك؟صعوبات مجال عروض الازياء وملكات الجمال كثيرة.اولًا، تدخّل كامل بحياتي كعارضة ازياء او ملكة جمال مثل شروط عدم الزواج والحفاظ على خصر اقل من ٦٠ سانتي واللذي بالنسبة لي ليس بمثابة مشكلة ولكن هذا التدخّل قد يشكل ضغط على البعض.ثانيا، الكثير من الاشخاص اللذين يعملون في هذا المجال يحاولون استغلال او ايذاء العارضات جسديا، جنسيا او حتى نفسيا ولهذا على العارضات ان يبقين منتبهات وقويّات اكثر من اي عمل او مهنة اخرى.ثالثا، المجال يتطلّب روح تحدّي وتقدّم وتطور سريع لمواكبة التغييرات السريعة بالمجال حيث ان اهمال العروض حتى لو لفترة زمنية قصيرة فقط قد يؤدي لانخفاض شهرة وسعر العارضة.رابعًا، عمل عارضات الازياء يتطلّب معرفة تصرّف وعمل تحت تأثير الضّغط وهو متعب جسدياً حيث يتطلّب عملي منّي الوقوف بالكعب العالي لساعات طويلة ولأيام متتالية.خامسًا، على عارضة الازياء ان تكون ذي تفكير منفتح وبالتّالي قد تلاحظ افكار مسبقة موجّهة الينا ولكن من المهم ذكر ان العالم الآن اصبح يتابع ويتأمل عارضات الازياء والملكات بنظرة اعجاب كبيرة وتقدير. ما هو روتينك للحفاظ على رشاقتك ونضارة بشرتك؟صراحة ليس لدي روتين للحفاظ على رشاقتي او بشرتي والفضل يعود الى الجينات اللتي حظيت بها.بالرغم من ذلك، بالفترة الاخيرة عقدت الكثير من العقود والاتفاقيات على مستوى دوليّ عالمي واطراف هذه العقود قاموا بتشجيعي على الحفاظ على اكل ونمط حياة صحي فقط لانّه يحمي اجسامنا من الامراض وليس لحاجتي اليه. لكنه نجح جزئيا فقط حيث أؤمن انه لا يوجد سبب لحرمان انفسنا من اي شيء وشخصيا اكلي لا يؤثر على مظهري. ايضًا ارى الكثير من صديقاتي العارضات وملكات الجمال اللواتي يعتمدن روتينات قاسية اللتي تنتهي بضرر كبير لصحتهم الجسديّة والنفسيّة.سوف اقول لكم سر صغير يعرفه كل من يلتقي بي وهو أن الشوكولاتة ترافقني بكل مكان. ما رأي يارا في إجراء عمليات التجميل؟كملكة جمال مع لقب محليّ ولقب عالميّ لم ولن اجري عمليّات تجميل ابدا. انا لا اؤيد عمليات التجميل ولكن احترم من يختار اجراءها بالرغم من رأيي الشخصي غير المؤيد لجميع اشكال التجميل. كملكة جمال لبلدي وللأرض جزء من رسالتي للعالم هي الحب للذّات ولطبيعة ملامحنا وعفويّتنا.أؤمن أن الله خلقنا باحسن صورة وان التجميل اصبح موضة بسبب مواقع التواصل اللتي اوهمت الفتيات ان عليهن ان يكنّ مثاليات وهذا امر خاطئ وغير حقيقي حيث انهنّ بالطريق لأن يصبحن متطابقات الشكل بسبب التجميل وأنا احب ان ابقى النسخة الاصليّة والوحيدة من نفسي. هل مجال عروض الأزياء سهلا كما يتخيل البعض؟ابدا. حتى لا اعتقد انه يوجد من يتخيل ان عروض الازياء سهلة لأنه واضح مدى صعوبتها وخطورتها.مجال عروض الازياء هو مجال واسع ومليء بالتحديات, دخوله غير سهل والتميّز به يحتاج جهد وحب وشغف كبير لهذا المجال. دائما اقول انه ليس من الممكن الاستمرار والابداع بمجال عروض الازياء والمكياج إلّا ان كان لدى عارض/ة الازياء شخصية قوية، تضحية ذو حدود واسعة، تفكير منفتح، معرفة تعامل وتكوين شبكة معارف، شغف طاغي ومحفّزات قويّة تزداد على مدى الطريق. بماذا تصفين نفسك في ٣ كلمات؟هناك الكثير من الكلمات التي قد أستخدمها أنا والآخرون لوصفي ولكن بشكل عام سأختار أن أصف نفسي بقول "شغوفة"، "ذكيّة"، "متميّزة". ما الذي تحلمين به حاليا؟اولًا، احلم ان اعيش بعالم يؤمن فقط بالسلام والانسانيّة حيث لا نرى حروبات ولا قتل لأي روح بريئة. ثانيًا، احلم باكمال اعمالي اللتي رفعت وما زالت ترفع من مكانة المرأة بشكل عام والمرأة العربية بشكل خاص. احلامي بشكل عام لا اشاركها لكي اعمل عليها بهدوء واترك الضجة الكبيرة لوقت تحقيقها. لكن يمكنني ان اقول ان تخطيطاتي القادمة قريبة وهي بالتاكيد عالمية وتتمثل بانجازات لم تنجزها اي امراه من بلدي من قبل. الامور اللتي انجزتها واعمل عليها هي تحقيقات ضخمة كما عوّدت ابناء بلدي وجمهوري.وأسعى دائمًا لتقديم ما هو جديد ومميز .