ياسين بونو.. أهم "الأسود" وأقوى السدود

هو الأسد الذي يعد يحمي عرين منتخبه، لم يستطع أي خصم أن يقتحم مملكته ويحرز فيه جول يتفوق به عليه، فقط جول واحد، فهو أول حارس عربي يتصدى لركلتي ترجيح في تاريخ كأس العالم، إنه المتألق ياسين بونو حارس منتخب المغرب.

استطاع هذا السد المنيع سرقة الأنظار بفضل تألقه اللافت مع "أسود الأطلس" وبلوغهم المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخهم وبات الحارس المغربي العملاق أول حارس إفريقي يحافظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات في نسخة واحدة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد العبور التاريخي لـ"أسود الاطلس" إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022.

بداية "بونو" كانت من الصفر، حيث بدأ مشواره باحثًا عن الحلم الكبير، محملًا بآمال الشباب.

ولد ياسين بونو في 1991 في مدينة مونتريال الكندية لأبوين مغربيين، وعاد إلى المغرب بعد أن كان ضمن عائلة مهاجرة إلى الأراضي الكندية، ليبدأ رحلته مع كرة القدم.

بدايته كانت من الوداد الرياضي في الدار البيضاء، ليبدأ من هناك مسيرته الكروية الحافلة، ولم يبدأ مباشرة كالحارس الأساسي للفرقة، بل ظل بونو منذ أن صُعد للفريق الأول عام 2010، يلعب دور الحارس الثاني بالفريق المغربي، حتى أتت اللحظة التي انتظرها في 12 نوفمبر 2011.

بشغف وحماس لا ينطفيء بالاخفاقات، ظل يتدرب ويطور مهاراته، وبعدما اكتسب خبرته من الوداد احترف ياسين بونو في العديد من الأندية الإسبانية وكان أخر محطة له هي نادي إشبيلية الكتالوني وهو ما لمع نجمه معهم.

إنجازات عدة حققها، إذ بدأت أحلامه تصير حقيقة ملموسة على أرض الواقع، ويتوج تاريخه بالإنجازات، كانت أبرزها دخوله التاريخ بعد أن صمدت شباكه دون تلقي أي هدف لمدة 557 دقيقة في الدوري، متجاوزًا الرقم القياسي للحارس بيتو البالغ 516 دقيقة والذي سجله عام 2015.

وتصدر الدولي المغربي ياسين بونو، في ديسمبر 2021 تصنيف أكثر الحراس حفاظا على نظافة شباكهم في أوروبا سنة 2021، بـ 32 «كلين شيت» خلال 59 مباراة متفوقا على جميع الحراس في مختلف الدوريات الأوروبية.

وتوج بونو بجائزة أفضل حارس في الدوري الإسباني وبطولة الدوري الأوروبي أيضا، ليصبح أول حارس مرمى عربي يفوز بهذه الجائزة لموسم 2021-2022.

ورغم اهتمام مدرب منتخب كندا به إلا أنه طلب تمثيل منتخب المغرب في المحافل الدولية، وبالفعل شارك في بطولة إفريقيا وكأس العالم 2018.

سطر بونو التاريخ ووقف كالصخرة أمام أهم نجوم وأساطير كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو الذي منعه من التسديد وحطم آماله في فوز البرتغال، وبذلك يقدم الحارس المغربي درسًا في الاجتهاد وبات هو الآخر أحد الأساطير في كرة القدم.